إن أقصى ما يمكن أن يقوم به الصحفي الاسترزاقي علي لمرابط اليوم، هو “ربط” السلوكَية التي يطلقها علينا كلما أشعل كاميرته و بث فيديو في قناته اليوتوبية، و التي يبقى الغرض منها طبعا هو الطمع في يوروهات الأدسنس، و ليس تبيان الحقائق كما يدعي.
التطاول على نظام الحكم بالمملكة الشريفة و مؤسساتها و رموزها، صار عادة “شهرية” للأخ علوش، تتغير فيها هرموناته و يطل فيها على معارضين و حقوقيين من الدرجة الثانية، بعضهم يؤيده و يصفق له، و البعض الآخر ينصحه بدخول “سوق رأسه” و الاشتغال على مواضيع أخرى عوض النبش في غار “الحنش”.
لقد تبنى لمرابط مفهوم زميله في ميدان الصحافة “التسوّلية”، المعطي منجب، و نظّروا جميعاً للخروج بهذا المصطلح الذي قالوا عنه أنه نظام حكم جديد مطلقين عليه اسم “البنية السرية”، مع الادعاء أنها سبب كل الويلات التي تصيب المغرب مؤخراً.
فالبنية السرية التي تجسدت في مخيال معارضي أواخر الزمن، هي من منعت “عاشق الضابطة وهيبة”، من مغادرة التراب الوطني، و هي من اعتقلت الريسوني و الراضي و هي من تتحكم بالقضاء، الإعلام، السياسة، المثقفين و هلم جراً حتى تصل إلى السيطرة على كامل المملكة، كما لو أننا أمام “بعبع” يرانا هو و قبيله من حيث لا نراهم.
لا يختلف اثنان أن أحلام “ما بعد العصر” التي حلمها لمرابط و من يدور في فلكه، تبقى مجرد تخاريف غرضها إيهام المغاربة الشرفاء بوجود قوى غير مرئية لا تُرى سوى للمرابط و حاشيته و أنهم هم الوحيدين القادرين على إيجاد العزيمة و “التبخيرة” المناسبة لفك طلاسيمها حتى يخلصوا المملكة من شرورها، مرتدين بذلك عباءة “الفقيه” الذي كنا ننتظر “بَركتو” قبل أن يتضح فيما بعد أنه سيدخل للمسجد ب “بلغتو”.
و الحاصل أن ما يميز هؤلاء، عافانا الله مما ابتلاهم، أنهم يعتبرون تجاربهم الشخصية حقائق غير قابلة للجدل، و أنهم محرك للتاريخ، كما أن رؤيتهم للواقع تتم انطلاقا من الحوادث التي تعرضوا لها في حياتهم الخاصة، و هذا الصنف بالتحديد يستحسن تفاديه، لأنه يكون خبيراً في خلط الوهم بالحقيقة.
و في الختام، فإن أي مغربي حر لن يقبل بوجود ما يسمى “بنية سرية” في الدولة، لأنه ببساطة في حاجة لرؤيتها بشكل جلي و واضح حتى يتمكن من محاربتها، و أن ما يؤصّل له علي لمرابط لا يعدو عن كونه نسخة مطورة من نظرية بنكيران الشهيرة “العفاريت والتماسيح”.
قم بكتابة اول تعليق