هشام جيراندو.. حكاية مهاجر مغربي بكندا تحول من مقاول “مشبوه” إلى معارض “وهمي” جندته الإستخبارات الأجنبية للضرب في مصالح المغرب

أفريقيا بلوس : هيئة التحرير

عرفت شبكة التواصل الإجتماعي، في غضون الشهور الأخيرة، ظهور شخصيات مغربية مقيمة في الخارج تدعي النضال والدفاع عن حوزة الوطن، لكنها في الحقيقة مجرد “دمى” وظفتها أجهزة الإستخبارات الأجنبية للضرب في مؤسسات ومصالح المملكة المغربية عن طريق ممارسة الابتزاز الإلكتروني.
وفي هذا الإطار، فإن تجنيد معارضي الخارج من طرف الاستخبارات الأجنبية، يكون بهدف نشر الأخبار والادعاءات الزائفة من أجل المساس بالحياة الخاصة للأفراد بمن فيهم موظفي الدولة الذين يشتغلون في مختلف القطاعات الحكومية والتشهير بهم دون أي سند أو دليل، وبالتالي خلق دينامية وهمية شعارها تهديد ثقة المواطنين المغاربة في مؤسسات الدولة خاصة المؤسسات والهيئات الحكومية ذات العلاقة بالمجالات الحيوية كالتعليم والصحة والأمن والقضاء.
ومن بين العملاء الذين تم توظيفهم مؤخراً للعمل على استراتيجية التحريض والدفع إلى الفوضى وتهييج الشارع، شخص يدعى هشام جيراندو من أصول مغربية، مقيم بالديار الكندية، حيث قام بإنشاء العديد من الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي خصوصاً يوتيوب وتيك توك، من أجل بث سمومه إتجاه المغرب عبر نشر فيديوهات وتدوينات “تحريضية” في حق العديد من الشخصيات العمومية المغربية.

فمن يكون هشام جيراندو ولماذا كل هذا الكره للمغرب وكيف تم توظيفه من طرف أجهزة الإستخبارات الأجنبية؟

للإجابة عن هذه التساؤلات سنقتفي خطى جيراندو منذ البداية، فهو من مواليد سنة 1976 مدينة رباط الخير ( هرممو سابقاً ) ضواحي إقليم صفرو، تابع دراسته بسلك الإجازة تخصص أدب إنجليزي بجماعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس، بعد ذلك هاجر إلى الخارج للبحث عن عمل، فتوجه إلى ليبيا واشتغل رفقة عصابات منظمة كتاجر في البشر متخصص في شراء جوازات سفر وتزوير هوياتها لفائدة المهاجرين السريين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث راكم ثروة مالية هامة.
هشام جيراندو وبعد سنوات من العمل في الغربة عاد إلى المغرب سنة 2003، ليشتغل ولمدة وجيزة في قطاعات مختلفة لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، انتهج بعد ذلك أسلوب النصب والإحتيال في مجال العقار في مختلف المدن المغربية، ليقرر بعد ذلك الفرار رفقة عائلته إلى دولة كندا فتحول من مهاجر بسيط ( حسب إدعائه) إلى مقاول كبير في مجال صناعة النسيج وبالخصوص خياطة الملابس الرجالية، حيت أصبح يمتلك علامتين تجاريتين الأولى أطلق عليها إسم “Jerando” و الثانية إسم “Jenaro” و كذلك له شركة متخصصة في خدمات الطيران و التكنولوجيات الحديثة تدعى “Gops7″، ليس هذا فقط بل يعمل كعضو في مجلس إدارة الشركة المركزية لتطوير الأعمال بمنطقة “شابانيل” بمدينة مونتريال الكبرى
وحسب متابعين للشأن المحلي بكندا، فإن الثروة الكبيرة التي راكمها هشام جيراندو مشبوهة، حيث أكد العديد من رجال الأعمال أن هناك شبهة تبييض أموال وتهرب ضريبي، وذلك عبر إستغلال منصبه في  الشركة المركزية لتطوير الأعمال  من أجل تحقيق مصالح شخصية على حساب دافعي الضرائب بكندا.
هشام جيرنادو بعد نجاحه ” المشبوه” في كندا، استطاعت أجهزة المخابرات الأجنبية استقطابه مقابل التستر على جرائمه المالية، حيث تم تلقينه دروس في التأثير الرقمي بهدف خلق نوع من المعارضة “المزيفة” للتأثير على التطور الكبير الذي يعرفه المغرب في مختلف المجالات.
هذا الأسلوب التحريضي الذي ينهجه “جيرنادو” خدمةً لأجندات أجنبية، ما هو في الحقيقة إلا أسلوب “قديم” يتم إستخدامه من طرف البلدان المعادية للمغرب، وعلى رأسها الجزائر، من أجل قلب موازين القوى بالمنطقة.
فعبر حسابه بكل من يوتيوب وتيك توك، يواظب هشام جيراندو نشر فيديوهات تهجمية على المغرب ومؤسساته، والغريب في الأمر أن كل ما يتلفظ به مكتوب في ورقة موجهة له من طرف أجهزة الاستخبارات الأجنبية التي يعمل لصالحها، فهو لا يعلم ما يقول ولا علاقة له بالشخصيات التي يتحدث عنها بل هو مجرد دمية وواجهة إعلامية لمخططات “تحريضية” من أجل كسر شوكة المغرب التي تقف عقبة في حلق المعاديين للتطور الكبير الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات الحيوية.
وفي هذا الصدد، أشار أحد الناشطين بالمجتمع المدني الكندي، في تدوينة نشرها على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، أن المدعو “جيراندو” لا يمكن اعتباره معارضاً سياسياً بل هارباً من العدالة، وعلى السلطات الأمنية بمدينة مونتريال أن تتخذ الإجراءات القانونية الجاري بها العمل من أجل متابعته بتهمه بث ادعاءات ووقائع كاذبة بقصد المس بالحياة الخاصة للأشخاص و التشهير بهم، إضافة إلى فتح تحقيق فوري في مصدر ثروته وإلى الشبهات التي تحوم حوله وما يشكل ذلك من تهديد صريح للإقتصاد الكندي، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بشبكة دولية لتبييض الأموال.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*