طبقا لأراء عينة من الناس، أجرى الموقع الإخباري الوطني والدولي “أفريقيا بلوس ميديا”، كموقع إخباري جديد ومبتدأ في ميدان الحقل الصحفي الذي تجاوز خمس سنة من إنشائه، محاولته الكشف عن بعض العيوب من بحث ميداني تناول شرائح مختلفة من المجتمع، من مختلف الأعمار، والمستوى الاجتماعي، لأخذ أرائهم في ما تقدمه بعض الجرائد الإلكترونية، لكن الصدمة سيدة الموقف، لتقارب أرائهم حولهم، حيث السمة البارزة، أنهم يشوهون سمعة البلاد، وينشرون ثقافة الخوف، والارتياب لدى الاجانب، انطلاقا من المواضيع التي تتناولها بعض الجرائد السوقية، التي لا يهمها الا نسبة المشاهدة، مع العلم ان للتربية والثقافة، دور جلي في تكوين شخصية المتلقي، الذي اصبح شبه غائب لدى بعض الجرائد، واصبح همها هو نشر كل ما يحلو لها، دون اعطاء أي اهتمام لتأثير الموضوع على الجانب الأخلاقي والأسري، ويجعل منهم مشاركين في إفساد ثقافة مجتمع بأكمله، الشيء الذي لا يولونه الاهتمام اطلاقا، وهذا بطبيعة الحال يرجع الى التكوين والتربية الناقصة، التي يرزح بين أنيابها عدد كبير من الصحافيين غير المتمرسين، والذين أصبحت اخبارهم تزكم الانوف، واصبحوا معروفين من حيث المواضيع المدرجة، التي تتسم في اأغلبها، بقلة الأدب، وعدم مراعاة الذوق العام، والعزف على وتر نقائص المجتمع، من حيث الاجرام، وأوساخ المجتمع، والفساد الذي ينخر دواليب المجتمع، والذي يمكن إصلاحه عن طريق جمعيات المجتمع المدني، والهيئات الوطنية، دون نشر غسيلنا في هذه الجرائد، التي عوض الاصلاح تزيد الطين بلة، وتكون بمثابة معاول للهدم.
فخلال هذه السنة، تكاثرت القنوات، وأصبح كل من يحمل كاميرا في يده، يتطاول على ممارسة الصحافة، دون التقيد بالقانون الاساسي للممارسة، ودون دراية مسبقة بالعمل الصحفي، حتى انه نجد بعض المصورين للحفلات، مع اجتياح وباء كورونا، وتعطل ممارسة مهنهم الأصلية، في التصوير بالحفلات والاعراس، لجأوا الى بعض القنوات الإلكترونية، وشرعوا في ممارسة العمل الصحفي، بدون مشاكل، ولا عقبات في طريقهم، كأن الميدان ليس له حسيب ولا رقيب، وهذا مأخذ لنا على وزارة الاعلام التي تركت الباب مشرعا، واصبح كل من هب ودب يلجه، دون خوف او وجل، مما شكل ضربة موجعة للجسم الصحفي، وأصبحنا نعيش صراعا فكريا غير متكافئ، نظرا للجانب المنافس الذي يفتقر الى المستوى المطلوب والمكانة العلمية، والرصيد الثقافي والعلمي المتوفر عليه، ونجد أنفسنا نغوص في نقاشات عقيمة، إذا أردنا مجادلتهم في ما يقدمونه من خبر، ولا يتقبلون النقد، والتعليق، مع العلم ان الخبر مقدس والتعليق حر.
فالساحة الاعلامية في حاجة الى نفض الغبار عن جنباتها، ولا سيما الإلكترونية، التي اصبحت تكتفي بفيديوهات مصورة، بدون كتابة للمواضيع، مما يؤسس لثقافة (التكلاخ) حيث اللغة الدارجة هي الطاغية، مما يكون له تأثير على مستوى تكوين شخصية المتلقي، الذي يجعل منه انسانا، ناقصا ثقافيا وفكريا، ولغويا نتيجة هذه القنوات التي تفتقر الى الاطر الكفأة، والمقومات الفكرية، والمواضيع المفيدة، بل جل ما تجيده هو ثقافة الشوارع، والجرائم، وهي اعمال تم تجاوزها لدى الشعوب الغربية، نظرا للمستوى الثقافي الراقي، والذي لا يقبل بهذه التفاهات، كما أن الدولة هنالك لدى الامم المتقدمة،تضع شروطا، وتلزم مستعملي هذه القنوات، بالتزام خط اخباري لا يجب ان تتخطاه، مما يعرضها لعقوبات.
على العكس من ذلك فإن الحقل الإلكتروني الإعلامي في بلدنا الحبيب، يعرف بعض التسيب، ويلاقي التشجيع رغم هفواته، من طرف الأجهزة المراقبة والمسؤولة، كأنها تريد أن يستمر في هذا العمل، دون عقاب، وخير دليل على ذلك المنح السخية التي قدمتها وزارة الثقافة لبعض القنوات الإلكترونية، التي جل أعمالها لا تساهم في بناء المجتمع، ولا تعطي دروسا حسنة نحن في امس الحاجة لها، لما اصبح يميز المجتمع والاسرة من اعوجاج في طريقة التربية، وانعدام الاخلاق، وضعف المواطنة، فمن هنا يجب على هذه الجرائد، ان تشمر عن سواعدها، وتلقن للمجتمع اشياء أصيلة، في امس الحاجة اليها، وان تأخذ بالشباب الي الطريق الصحيح الى بر الأمان، لأن الاعلام هو السلطة الرابعة، التي لها نفوذ يمكن ان تضغط به على الدولة، وتقدم وسائل ناجعة لإصلاح المجتمع، الذي يعاني عطشا فكريا وتربويا، نظرا لتراجع المنظومة التربوية في بلدنا، منذ عقود، والتي تراجعت الى الوراء، دون بدل أي مجهود من طرف الدولة، التي تحاول ان تقوم باصلاحات جزئية، لا يمكن ان تخرجها من موتها السريري، فكان من الاجدر لقنواتنا الإلكترونية، ان تولي هذا الجانب ذو البعد التربوي والاخلاقي، اهمية قصوى في مواضيعها المدرجة، وان تمارس ضغوطا على الاجهزة المكلفة بالحقل التربوي من خلال لقاءات، ومواضيع، وموائد مستديرة، تدور جل تدخلاتها عن الحق في التعليم والتربية، الذي يشكلان العمود الفقري في تقدم الامم ورقيها.
وفي الختام نتمنى من الاخوة الزملاء في ميدان الصحافة، ان يكون ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا، وان نسارع الى عقد لقاءات عن بعد، نظرا لجائحة كورونا، ونطرح مواضيع مهمة ذات ذوق رفيع، تبين المستوى الاعلامي المنتظر منا تقديمه للمشاهد والمتتبع لقنواتنا، وان نتجنب الخوض في تجريح بعضنا البعض، كأننا اعداء، مع العلم ان الصحافة رسالة نبيلة ومقدسة، يجب ان نساهم في بناءها، والنهوض بها الى ارقى الدرجات، حتى تكون عنصر تربية وتكوين، وأداة مميزة في بناء المشاهد المستقبلي، الذي أصبح كثير الشكاوي، مما نقدمه له، وأحاول أن أعمم، حتى لا تكون هنالك نوعية من الانانية، فكلنا نرتكب الاخطاء، ولكن يجب ان نحني رؤوسنا، ونتعلم، من من هم اشد منا علما وممارسة، وتكون هنالك عملية تلاقح لا يكون فيها رابح ولا خاسر، ولكن المهم هو الوصول الى الهدف المنشود لنا جميعا، أي خدمة الحقل الاعلامي، والرقي به،والسير بخطوات ثابتة الى الامام والله المستعان.
قم بكتابة اول تعليق