يواجه جنوب الجزائر وضعاً أمنياً مقلقاً، حيث تشهد مناطق رئيسية مثل تمنراست وإليزي وأدرار وغرداية اشتباكات بين الجيش الجزائري وحركة التحرير، التي تطالب بمزيد من الحكم الذاتي وحقوق السكان المحليين.
وحسب مصادر محلية، فقد أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط ضحايا أغلبهم من الجنود الجزائريين، وتأتي هذه التوترات الخطيرة بعد أسبوعين من إعلان استقلال منطقة القبايل في شمال الجزائر.
ووفقاً لمحللين غربيين، فإن إعلان الاستقلال في منطقة القبايل لم يؤدِّ فقط إلى تكثيف النقاش حول الوحدة الوطنية والحكم الذاتي الإقليمي، بل وضع الجيش الجزائري في موقف صعب يتمثل في ضرورة إدارة الأزمة في الجنوب التي تؤثر على الشمال أيضا.
وتتركز التوترات في جنوب الجزائر بشكل أساسي في تمنراست وهي المنطقة الواقعة في أقصى جنوب الجزائر بمساحتها الصحراوية الشاسعة وقربها من منطقة الساحل المضطربة، وغالباً ما تكون مصدر قلق أمني ونقطة ساخنة لأنشطة حركات التحرير والجماعات المسلحة.
وتتعرض منطقة إليزي، المتاخمة للحدود مع ليبيا والمعرضة أيضاً لمشاكل أمنية عبر الحدود، نظرا لضغوطات شديدة وتتأثر التحركات الإقليمية في المنطقة بالديناميات الإقليمية، وخاصة تدفق الأسلحة والمقاتلين.
ففي منطقة أدرار، شمال تمنراست وإليزي، تفاقمت التوترات بسبب التحديات الاقتصادية والاجتماعية. أما في غرداية بشمال الجزائر، ازدادت التوترات الاجتماعية وبرزت مطالب محددة تتعلق بالهوية والحكم الذاتي المحلي.
ففي سياق هذه الاضطرابات الإقليمية في الجزائر، تعرض النظام العسكري بقيادة الجنرال سعيد شنقريحة للانتقاد من جميع الجهات، لا سيما بسبب إدارته الاستبدادية وغير الشفافة لشؤون البلاد، وتركيزه على جميع السلطات وتقييد الحريات الأساسية، ويُنظر إلى النظام الآن على أنه عقبة أمام التطور الديمقراطي في الجزائر.
ويعمل نظام الكابرانات على نهج سياسة الاعتقالات التعسفية وقمع الحركات الاجتماعية ومراقبة وسائل الإعلام من قبل المخابرات والأجهزة الأمنية تعزيزا لسيطرة النظام، مما يؤدي إلى تفاقم السخط والتوترات العامة. مما أدى إلى تفاقم الانقسامات العرقية والسياسية، حيث يخشى بعض المحللين من أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى حرب أهلية شاملة في الجزائر.
قم بكتابة اول تعليق