ما تلى فيديو محمد زيان وهو يستعد لدخول استئنافية الرباط لحضور أطوار محاكمته من مواقف سريالية يبعث حقا على الاستغراب. ولأن نظرات البؤس “المفتعلة” البادية على محياه، تستهوينا كشعوب، لم يكن متوقعا إلا أن نشهد على تحليلات وتأويلات مجانبة للصواب وفيها من البلادة ما قد يجعل وعي مؤسسات الوطن في خبر كان إن هي احتكمت لسياسة “دغدغة المشاعر”.
ولهذا الاعتبار، ورفعا لأي لبس قد يتفنن “ندابات” الطابور الخامس في فرضه كأمر واقع، يتوجب علينا تسليط الضوء على نقاط لا يمكن أن تغيب حقيقتها عن عقلاء الوطن وحراس إنفاذ القانون في هذه البلاد.
فمن يدعي أن قواه الجسدية قد خَارَتْ عن آخرها لا يتخذ وضعية الاستعراض أمام عدسات الكاميرات حتى تلتقط له صورا رباعية الأبعاد، أو توجيه تركيز الكاميرات على العيون “الذابلة”. ولا نخفيكم سرا ماهية العيون وإلى أي مدى قد يصل تأثيرها على القلوب قبل العقول. فنظرة موغلة في البؤس والقهر المزعوم كفيلة بحصد التضامن والتعاطف أو حتى الإجهاش بالبكاء.
لكن لا بأس، لنقف لحظة عند الأهداف المسطرة بعناية وبتروي من طرف مهرج المحاكم وكل من يحاولون تخليصه من المتابعة القضائية، إنما يحضرون لطبخة “العفو الملكي” بتأنق إن جاز لنا توصيف الأمر كذلك. إنه الجَسُور والمِقْدام محمد زيان الذي لن يجابه نفسه الأمارة بالسوء، وبما اقترفته ومن تم يٌجري مراجعة فكرية مع ذاته ويطلب بوجه مكشوف الاستفادة من عفو ملكي.
كيف للرجل أن يستقيم وشخصه أُلِفَ المراوغة وسياسة الضرب من تحت الحزام. بل على العكس، إنه يطمع وبجهالة رفقة “مغرقيه” في أن تنظر له المؤسسة الملكية بعين العطف دون أن يصدر طلب منه في الموضوع. والسبب؟؟ أهي أنفة النفس وعزتها التي تدفع المرء لتفضيل السجن على الحرية؟؟ حتما لا ولاسيما في حالة محمد زيان.
الرجل بما راكمه من مكر يريد أن يحتفظ لنفسه بلقب “المعارض السياسي” الذي أحرج المخزن فأعاد إليه حريته، وكأن الحرية والعافية لم تشكلان بالنسبة له يوما إكسير الحياة وجب صونه، وهو يقترف ما ضقنا درعا بالتذكير به من جرائم تزاوج فيها الفساد بالسياسة، فأنجبنا خارج عن القانون لم يهنأ له بال حتى وهو على مشارف الثمانين من عمره إلى أن دخل السجن. ويريد اليوم أن يخرج منه بطلا مزعوما كي يسخر لسانه السليط للضرب في مصداقية مؤسسات الوطن من جديد.
“إنهم يهابونني، لقد أطلقوا سراحي مخافة أن تنتكس صحتي وعامل السن في صالحي”. ما هي إلا أضغاث أحلام يرتب فيها الإنسان المشهد وفق هواه، إنما الواقع واقعي حد المرارة!!!. وهنا نختم قولنا هذا بما جاء في قصيدة زهير بن أبي سلمى
قم بكتابة اول تعليق