كورونا الوباء المخيف في إرتفاع حسب تصريحات المختصين

كتب بواسطة: أفريقيا بلوس

 

في تصريح لإحدى الجرائد الوطنية المكتوبة أكد الرئيس الجهوي لنقابة أطباء القطاع الحر، البروفيسور أحمد بن بوجيدة، عن الأرقام الصادمة لإنتشار فيروس كورونا بشكل مهول، وأن الأرقام الحقيقية تتجاوز العدد المعلن عنه بكثير، حيث أكد أن الحالات المؤكدة لدى وزارة الصحة لا تمثل إلا الثلث، نظرا لقلة التحاليل المخبرية لدى العديد من المرضى، مما يؤدي إلى انتشار الوباء بشكل مخيف، وأكد أن جل الحالات التي تزور العيادات نجد نسبة ٪90 منها حالات ايجابية، خصوصا لما نعلم ان جل المرضى يتنقلون من مدن مجاورة كبرشيد والنواحي المجاورة لها، وكحاملين للفيروس يمكن ان تتصور طريقة تنقلهم من مناطقهم الى المستشفيات والعيادات عن طريق الحافلات، والجلوس في المقاهي والاختلاط بالناس، مما يجعل الوباء يعرف انتشارا خطيرا.

من هنا انتهى كلام الطبيب، لدى من باب الحكمة، والوقاية، كان من اللازم على الدولة ممثلة في وزارة الصحة ان تقوم باجراءات سليمة وحكيمة، ان تفرض على وسائل النقل بمختلف انواعها ان تكون صارمة في عملية نقل المسافرين بتوفير اجهزة مجانية تراقب درجة الحرارة، ووسائل تبين الحالات المصابة، تفرضها على اصحاب النقل لتفادي انتشار الفيروس بشكل مهول، حيث حسب قول الدكتور بوجيدة ان الثلثين من المرضى غير عارف بحالته المصابة بكورونا، والتي تنتشر بطريقة كارثية لا قدر الله، مما يستدعي تدخل الدولة من جديد لفرض الحجر الصحي اكثر صرامة، خصوصا ونحن مقبلون على فصل الخريف، والذي يتميز بالرطوبة وتغير المناخ، مع انتشار الانفلونزا بمختلف انواعها، مما يزيد من صعوبة الوضع وتأزمه، وكما يعلم الجميع ان هنالك فئة من المجتمع لا تعترف بفيروس كورونا وتعتبر المسألة مؤامرة دولية، ولكن التجارب أكدت أنهم على خطأ، نظرا للحالات المؤكدة الكثيرة التي ترددت على المستشفيات، وثم شفاء البعض منها، في حين عدد الوفيات في تزايد مستمر، والارقام المعلنة من طرف وزارة الصحة تؤكد هول الكارثة وحجمها على صعيد الجهات بالمملكة، مما يستوجب، اعادة النظر في طريقة العمل لتفادي عدم التحكم في الوباء وانتشاره.

من هذا المنطلق يجب على جميع الجهات المهتمة بالميدان ان تراجع خططها، وتقدم بديلا ناجعا لهذه الآفة التي لا تفرق بين غني ولا فقير، فالكل في بحر واحد يسبحون، فمن واجب جمعيات المجتمع المدني ومنظماته التحرك من جديد عن طريق القيام بحملات تحسيسية، ووعي المواطنين بخطورة الموقف، والتوحد في صف واحد كل من جانبه يؤدي الرسالة المرجوة منه، من جانب الاسر ان تقوم بدورها التربوي الخلاق الذي عاهدناه في تربية الأباء الأولين لنا وفي خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي لم يترك مناسبة منذ غزو الفيروس لبلدنا في مارس الماضي إلا وقام بتوجيه ونصح المجتمع، وتقديم ما يلزم من مشورة ومساعدة جبارة، لتفادي انتشار الفيروس لا قدر الله.

وكراع لهذه الامة يجب الاستماع الى ارشاده لنا جميعا وان نضع اليد في اليد لتجاوز هذه المحنة، خصوصا ان بلادنا مقبلة في القريب العاجل على استحقاقات انتخابية لتجديد الجسم الديمقراطي لبلدنا الذي سيأخذ المشعل للسير ببلدنا الى الامان، لنتبوأ مكانة في الصفوف الامامية للمجتمعات الديمقراطية.

والجانب الاخر الذي لا يمكن ان نتجاوزه دون الاشارة الى دوره المتميز والجبار في التوعية ودق ناقوس الخطر، هو الاعلام وما ادراك ما الاعلام، الذي ننتظر منه سواء كان مكتوبا او مسموعا او مرئيا، ان يتجند ويشمر عن سواعده، لتوعية الناس سواء في داخل الاسرة او في الشارع، او داخل سيارتك اثناء السياقة وانت تستمع الى المذياع، فمن المستحب ان يخصص جل الوقت لإنجاز برامج لتوعية المواطن، وارشاده، وتنبيهه الى الوضع المهول والطريقة المثلية لتجاوز المحنة، التي اصبحت مستعصية في غالب الدول، ولكن السلاح الوحيد المتبقي هو الوعي، وطرق الوقاية، والنظافة باستمرار، ويجب التأكيد على هذا الجانب الوقائي ودوره في تجاوز المحنة التي تعيشها جل الاسر بكل اشكالها سواء المصابة او السليمة، نظرا للكيفية التي ينتقل بها الفيروس سواء عن طريق الاختلاط، او التعامل، او ارتياد اماكن العمل، او الاسواق، وكما يعلم الجميع انه حتى روؤساء الدول لم يسلموا من المرض رغم وجودهم في قلاع محصنة، والاحتياطات الكبيرة المرافقة لتواجدهم ببعض الامكنة، وفي حلهم وترحالهم.

لدا وجب ثانية دق ناقوس الخطر من جديد، واعادة النظر في الخطط الموضوعة، وقد اعذر من انذر، ولله في خلقه شؤون، ونرجو منه سبحانه ان نتجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*