الحمامات مغلقة، والمشاكل مستمرة للمستخدمين، وأرباب الحمامات

كتب بواسطة: أفريقيا بلوس/ متابعة: أميمة بنهمى

 

منذ تفشي جائحة كورونا، بادرت السلطات بالدار البيضاء إلى إغلاق الحمامات، ولا ندري ما هي الأسباب التي دعت إلى الإغلاق إلى أجل غير مسمى، دون الاحتياط بالجوانب المترتبة عن ذلك من مشاكل اجتماعية واقتصادية، لطرفي العمل من أرباب الحمامات، والمستخدمين.

فبالنسبة لأرباب الحمامات فإنهم يعانون من سد مصدر رزقهم الوحيد لا سيما أن متطلبات الحياة كثيرة، وتزداد تعقيدا، حيث أن الضرائب تثكاتر عليهم باختلاف أنواعها، ولا ندري ماذا سيكون رد مصلحة الضرائب عليهم في انتظار المجهول، مع العلم أن أغلبهم تكون له ديون، هو متوقف عن آدائها في الظرف الحالي، مما يعجل بإعادة جدولتها، نظرا لحساسية المرحلة التي تعرف الشلل التام في ظل المرحلة التي تمر بها بلادنا على غرار بلدان العالم.

أما الطرف الثاني والذي بلا منازع هو أكبر متضرر فهم المستخدمون بمختلف أطيافهم داخل الحمامات، الذين يعتبر عملهم يومي، ولا يعرفون الراحة، خصوصا لإنعدام وسائل التأمين والتغطية الصحية، والضمان الاجتماعي، فمنذ قرار الإغلاق أصبحوا في عطالة مستدامة، وأغلقت منافذ دخلهم اليومي، مما جعلهم عرضة للتسكع، والاشتغال في أعمال جانبية إذا وجدت أصلا، فالبعض منهم لجأ إلى طلب الصدقة والمعونة من المحسنين، وهنالك من طرد من مسكنه لعدم قدرته على دفع تكاليف الكراء والماء والكهرباء، أما القوت اليومي فغالبا ما يكتفون بأقل الضروريات للحياة، لهذا فقد كان بالأحرى بالدولة أن تفكر في هذه الفئة التي تعاني في صمت، ولا من يستجيب لصراخها، رغم قيامها أخيرا بحركة احتجاجية بالدار البيضاء، قوبلت بقمع السلطات، وطردها من المكان، بدون تقديم حلول جدري للمشكل الذي يعرف تفاقما، ويزداد حدة، مما يؤثر على حياة هذه الفئة الهشة، التي تواجه مصاعب الحياة في غياب ترسانة قانونية تحميها، وتنظم عملها، فالميدان يعرف فوضى وتسيب، ولا ضمانات لهم فبمجرد حالة المرض يصبح مستخدم الحمام شخص غير مرغوب فيه، ويتجرد من جميع الحقوق، لأن عمله لا يوجد قانون فيه يحميه ويضمن له حقوقه، لذلك فالجائحة عرت الأوراق مما يستدعي من السلطات أن تنظم هذا المجال الحيوي، وتضع قوانين تنظم رابطة العمل بين المشغل والمستخدم، حتى لا نبقى نعيش في زمن العبيد والأسياد، في العهود الفيودالية، فهؤلاء الناس لا تنطبق عليهم حقوق الانسان التي يتغنى بها المجتمع، وأتحدى أي رب حمام، يضمن لهؤلاء حقوقهم، فالكل يستغلهم حتى آخر رمق من حياتهم، ومن تم يتم التخلص منهم عن طريق المرض أو الطرد التعسفي، فكورونا بينت لنا نقط الخلل في المجتمع، مما ينذر بأخذ جميع مساويء المجتمع بمحمل الجد والتصدي لها.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*