قوة ضاربة في “الميزيريا”.. الجزائريون يُحوّلون قرار منع بيع زيت المائدة للقُصَّر إلى مادة دسمة للسخرية من النظام الحاكم

 أفريقيا بلوس / متابعة

 

أثار قرار وزارة التجارة الجزائرية القاضي بمنع بيع مادة زيت المائدة إلى الأطفال القاصرين الذين لم يبلغوا بعد سن 18 سنة، جدلا واسعا في الوسائط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، ووُصف بـ”سابقة من نوعها في العالم بأسره”.

 

قرار المنع هذا تحول إلى موضوع الساعة واجتاحت بسببه موجة سخرية عارمة وسط النشطاء الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علق أحدهم قائلا: “أصرح أنا سيدعلي ديما بأني بالغ ولي الحق في شراء زيت المائدة”.

وعلق آخر على الموضوع: “في الجزائر، القُصّر يمكنهم شراء التبغ، لكن لا يمكنهم شراء زيت المائدة”.

فيما توقع أحدهم بنبرة ساخرة أنه “لمواجهة أزمة الزيت، سيتم منع البطاطس المقلية بمحلات الوجبات السريعة وتعويضها بالبطاطس المهروسة”.

وللإشارة، فقد صرح وزير التجارة الجزائري بعد إعلانه عن منع بيع الزيت للقاصرين، أن “الاستهلاك غير العقلاني لزيت المائدة أدى إلى ندرتها في بعض الولايات”.

وسخرت ناشطة أخرى من القرار قائلة: “في الخارج، عليك إظهار بطاقة تعريفك لشراء الكحول، بينما في الجزائر عليك إظهارها لشراء زيت المائدة”.

وورد في تغريدة أحد النشطاء: “جزائر تبون الجديدة، حيث تباع زيت المائدة بالخلسة”.

كما تم تداول مقطع فيديو ساخر على نطاق واسع على منصة “تيك توك” بعنوان “الزيت حلم كل جزائرية… هدية رأس السنة في الجزائر”، في إشارة إلى شدة ندرة هذه المادة الأساسية.

قرار وزارة التجارة الجزائرية بمنع بيع مادة زيت المائدة إلى الأطفال القاصرين، بقدر ما يثير السخرية، فهو يعكس حجم الأزمة المعيشية التي تتخبط فيها الجزائر، حيث استنكر الجزائريون عجز النظام العسكري الحاكم بها على إيجاد حلول لانتظاراتهم، وانشغاله بافتعال الأزمات وتبديد أموال الشعب على قضايا لا تعنيهم عوض الانكباب على حل الأزمات المعيشية التي ضربت البلاد بسبب سياسته.

وكان وزير التجارة، كمال رزيق، قد قال في تصريح لقناة “النهار” الجزائرية، أنه تم اتخاذ هذا القرار، نتيجة استخدام الأطفال للمضاربة في المادة ورفع أسعارها، مبرزا أن “الاستهلاك غير العقلاني لزيت المائدة أدى إلى ندرتها في بعض الولايات”.

وكانت تقارير إعلامية قد أكدت أن الجزائر مازالت تعيش على وقع موجة غلاء حادة وغير مسبوقة في أسعار السلع والمنتجات، وسط تحذيرات من انهيار القدرة الشرائية للمواطنين.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*