خروقات تنظمية و إستفزاز جزائري للمغرب أثناء الإجتماع الوزاري السابق لإنعقاد القمة العربية

أفريقيا بلوس/ هيئة التحرير

كان الأجدر بنظام الكابرانات أن يسميها قمة تشتيت ما بقي من فتات العرب، عوض لم الشمل حتى أن بصيص الأمل الذي صاحب هذه القمة كي تكون جامعة للدول العربية لا مفرقة تبخر مع الهواء، أو إن صح التعبير ذهب أدراج الرياح بمجرد ان وطئت أقدام الوفد المغربي الجزائر، ليكشر نظام الكابرانات عن أنيابه و يصرف أحقاده و مواقفه البالية و العدائية  ضد المغرب.
أخطاء بالجملة و تجاوزات بروتوكولية وتنظيمية منافية لأعراف القمم العربية، لا يمكن ان تنم سوى على إنحطاط الديبلوماسية الجزائرية، مؤكدين لنا أن مايحرك ماكينتهم  هو دعم الإنفصال لا لشيء فقط لمعاكسة المملكة المغربية في الدفاع عن وحدتها الترابية، بيد أن  تصرفات النظام الجزائري الصبيانية في حق المغرب و بعثته وحتى إستفزازه لم يزد المغرب سوى تأكيدا على صلابة موقفه، و أظهرت لقصر المرادية خلال إجتماع وزراء الخارجية العرب الدعم الكبير الذي يحظى بع عربيا بخصوص قضية و حدته الترابية ليدرك خيبته التي لا مفر منها مهما سعى.
فخلال الإجتماع الوزاري المنعقد، بدا جليا أن الجزائر لن تتصرف كبلد عاقل سيترفع عن الخلافات بإعتباره البلد المحتضن للقمة العربية، و هذا ما أكده مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى حيث أن الوفد المغربي المشارك في أشغال اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية، برئاسة وزير الخارجية ناصر بوريطة، وقف على “خروقات بروتوكولية وتنظيمية منافية للأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات التي تلتئم في إطار جامعة الدول العربية، بدءا بالتقصير في استقباله بالمطار ثم إلى بثر خريطة المغرب.
حيث أضاف ذات المصدر، أن تلك التجاوزات المرتكبة في حق الوفد المغربي تفاقمت سواء عند وصوله إلى قاعة الاجتماع أو خلال الأنشطة الموازية بما فيها مأدبة العشاء، التي أقامها وزير الخارجية الجزائري، على شرف المشاركين، والتي أمعنت خلالها الجهة المنظمة في تهميش رئيس الوفد المغربي، متجاهلة تطبيق العرف الدبلوماسي الجاري به العمل من طرف الجامعة في مثل هذه المناسبات.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الوفد المغربي، مثله مثل بقية الوفود العربية، عانى من استفزازات أحد الموظفين الجزائريين الذي اتسم سلوكه بالعنف والهجومية، وغياب الحياد وفرض وجهة نظره وفشله في البحث عن التوافق، و يبدو ان الجزائر لم تعي بعد  أن إصرارها على ممارساتها الرعناء ، سيحدث ارتباكا جسيما فيما تبقى من أشغال القمة العربية، و التي تفسر غياب مجموعة من القادة العرب أو عدول آخرين عن الحضور.
وعكس ادعاءات بعض المواقع ووسائل الإعلام الجزائرية، أكد نفس المصدر أن وزير الخارجية ناصر بوريطة لم يغادر مكان اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية بالجزائر إثر خلاف مع رمطان العمامرة ، بل ظل الوفد المغربي داخل القاعة مسجلا احتجاجه الرسمي على عدم احترام خارطة المغرب أثناء التقرير التعريفي بالدول العربية المشاركة. كما هو متعارف عليها، من قبل قناة جزائرية، حيث طالب ناصر بوريطة بتوضيحات بهذا الشأن، و هو ما اضطر الجامعة العربية إلى إصدار بيان توضيحي تؤكد فيه عدم تعاقدها مع أية جهة إعلامية أو إعلانية لنقل أشغال القمة ما دفع برئاسة الجلسة إلى تقديم اعتذار رسمي، كما نشرت القناة المعنية بيان توضيح واعتذار في هذا الصدد.
هذا وشدد  المصدر عينه على أنه ليس من قواعد وأعراف العمل الدبلوماسي المغربي، أن يغادر أية قاعة للاجتماعات في أي منتدى دولي أيا كان دفاعا عن الحقوق المشروعة والمصالح الحيوية للمملكة.
بعد كل هذه الخروقات و التجاوزات يمكننا ان نتبأ بفشل هذه القمة قبل بدئها و حبذا لو ألغت الجزائر قمتها، خاصة بعد تأكد دعمها لتغلغل النفوذ الإيراني بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، و يأتي هذا بعد رفض رمطان لعمامرة، مقترح المملكة المغربية بإدانة تسليح إيران لجبهة “البوليساريو” بالدرونات الحربية، على الرغم من التصويت بالإجماع من معظم من في القاعة.
و على مايبدو فإن الاوضاع التي صاحبت الجلسة المغلقة لاجتماع وزراء الخارجية العرب الممهدة لانعقاد القمة العربية، ستلقي بضلالها على مشاركة الملك محمد السادس في القمة الجزائرية، الذي يتجنب المواقف التي يمكن أن يكون فيها البروتوكول غير موات له ، و تجدر الإشارة ان هناك مقاطعة عدد لابأس به من القادة العرب ليصبح نجاح هذه القمة مقرونا بحضور الملك محمد السادس.
وفي هذا الإطار، فقد تفاعل رواد منصات التواصل الإجتماعية، مستنكرين التجاوزات التي قامت بها الجزائر ،معتبرين ان لم الشمل مجرد شعار فقط و انه يجب الإنتباه و التعامل يصرامة مع مثل هذه التجاوازات فالقمة هي مناسبة لإجتماع الامة ونبذ الفرقة و ان مايجمعنا أكثر مما يفرقنا.

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*