«الأمير الأحمر» وليته ما نطق

أفريقيا بلوس ميديا/ بقلم: محمد بنهيمة

*بين زلة خطاب وتقاطعات مغ أجندات إعلامية خارجية*

منذ أن خرج «الأمير الأحمر» بتصريحات مثيرة للجدل، كان المنتظر أن يرد مباشرة وبوضوح على ما نسبته إليه صحيفة لوموند الفرنسية من تهجمات تمسّ بالأسرة الملكية، غير أنّ المفاجأة كانت في اختياره الدفاع عن مجموعة أفراد مطروحين أمام القضاء المغربي بتهم واضحة، بدل الدفاع عن المؤسسة الملكية التي تمنحه في الأصل رمزيته ومكانته.

الإعلام الفرنسي كساحة صراع

لم تكن لوموند مجرد صحيفة عابرة في العلاقة المغربية–الفرنسية، فقد لعبت تاريخياً دور أداة ضغط إعلامي عبر:

تضخيم القضايا الحقوقية المرتبطة بالمغرب.

التركيز السلبي على ملف الصحراء المغربية.

استهداف صورة المؤسسة الملكية والأمنية.

في هذا السياق، كان المنتظر من «الأمير الأحمر» أن يقطع الطريق على أي استغلال خارجي لإسمه أو تصريحاته، لا أن يترك الباب مفتوحاً للتأويلات التي تخدم أجندات معلومة.

ارتباك داخلي في الخطاب

داخلياً، بدا أن الأمير أراد تقديم نفسه كـ«مدافع عن المظلومين»، غير أن القضايا التي تدخل فيها ليست سياسية ولا مرتبطة بالصراع مع النظام، بل ملفات جنائية بحتة، وهذا ما جعل موقفه محرجاً، لأنه اصطفّ إلى جانب نزاعات مع القانون بدل الاصطفاف مع الشرعية والمؤسسات.

صورة ملتبسة في الخارج

خارجياً، وجد الإعلام الفرنسي ومن ورائه بعض اللوبيات، فرصة لتسويق الأمير كصوت «معارض من الداخل»، غير أن هذه القراءة تتجاهل الواقع المغربي، حيث يظل الالتفاف حول المؤسسة الملكية ثابتاً وراسخاً، ولا يمكن لأي خطاب فردي أن يهزّه.

التداعيات على المدى البعيد

النتيجة المباشرة لهذا الانزلاق كانت إضعاف صورة «الأمير الأحمر» لدى الرأي العام الوطني، وإثارة الشكوك حول أولوياته، وعلى المدى البعيد، قد يتحول هذا الموقف إلى ورطة سياسية، إذ سيتساءل المتابعون دوماً عن قدرته على التمييز بين القضايا الاستراتيجية والقضايا الهامشية.

دروس مستخلصة وتوصيات

كان الأجدر بـ«الأمير الأحمر» أن يتبنى خطاباً صريحاً يرد على لوموند ويؤكد التزامه بالثوابت الوطنية، بدل الانخراط في ملفات فردية لا تضيف لرصيده شيئاً، ومن هنا يمكن استخلاص ثلاث توصيات:

1. التمييز بين الاستراتيجي والهامشي: حماية الشرعية الوطنية قبل أي قضية شخصية.

2. الحذر من التلاعب الإعلامي الخارجي: الوعي بأن بعض المنابر الأجنبية تستغل أصواتاً داخلية كورقة ضغط.

3. حماية صورة المغرب في الخارج: باعتبارها رأسمالاً رمزياً وسياسياً لا يقبل المساومة.

خاتمة

إنّ ما يحتاجه المشهد السياسي المغربي اليوم هو خطاب مسؤول يضع المصلحة الوطنية فوق أي حساب ضيق، ويعي أن قوة الدولة من قوة رموزها وشرعيتها، لا من محاولات كسب تعاطف لحظي في قضايا عابرة، وفي هذا السياق، يظل درس «الأمير الأحمر» مثالاً حيّاً على كيف يمكن لزلة خطاب أن تتحول إلى أزمة صورة، حين تتقاطع مع أجندات إعلامية خارجية معروفة.

✍️ إمضاء: مدير الموقع بالنيابة_ محمد بنهيمة

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*