موظفو الأبناك في المغرب يشتكون “ضغط الأهداف” وغياب التحفيز

أفريقيا بلوس ميديا/ بقلم: محمد بنهيمة

*معاناة موظفي الأبناك في المغرب.. بين ضغط الأهداف وثقل المسؤولية*

يعيش موظفو الأبناك في المغرب يومياً تحت ضغوط مهنية ونفسية متزايدة، جعلت الكثير منهم يصفون عملهم بـ”المهنة المتعبة رغم مظهرها المريح”.

فرغم الصورة النمطية التي ترسخت لدى فئات واسعة من المجتمع عن “راحة العمل البنكي”، إلا أن الواقع يكشف عن تحديات قاسية تقود في أحيان كثيرة إلى الإرهاق المهني.

*ضغط الأهداف والمبيعات*

تفرض معظم المؤسسات البنكية على موظفيها تحقيق أهداف محددة بدقة، تشمل فتح حسابات جديدة أو تسويق منتجات مالية مثل القروض والتأمينات والبطاقات البنكية. هذه الأهداف، التي تُحدد بشكل دوري، غالباً ما تُعتبر “عائقاً نفسياً” للموظفين، إذ يتحول العامل البنكي إلى ما يشبه “بائعاً مضطراً”، تحت طائلة التوبيخ أو التنقيط السلبي في حال الفشل في بلوغها.

> يقول (م.س)، موظف بإحدى الوكالات البنكية في الدار البيضاء: “أحياناً نشعر أننا في سباق مع الزمن، لا نملك خياراً سوى تحقيق الأهداف مهما كانت الظروف، وإلا قد نُعتبر مقصرين. هذا يولد ضغطاً رهيباً ويجعلنا نفقد شغفنا بالمهنة.”

*التعامل مع الزبناء*

ويضاف إلى ذلك ضغط التعامل اليومي مع مئات الزبناء، في مواقف تتراوح بين الاستفسار العادي والشكاية الحادة. ورغم صعوبة هذه الحالات، يُلزم الموظفون بالحفاظ على هدوئهم وابتسامتهم، ما يضاعف من الضغط النفسي.

> وتوضح (ف.ع)، موظفة بنك بالرباط: “كثيراً ما نتعرض لمواقف محرجة مع زبناء غاضبين، بعضهم يصرخ في وجهنا أو يتهمنا بالتقصير. ورغم ذلك، يجب أن نرد بابتسامة ونحافظ على أعصابنا. هذا الأمر يستنزف طاقتنا النفسية بشكل كبير.”

*ساعات عمل مرهقة*

ورغم تحديد مواقيت العمل الرسمية، إلا أن عدداً كبيراً من موظفي الأبناك يؤكدون أنهم يشتغلون خارج هذه الأوقات، سواء في تحضير الملفات أو حضور الاجتماعات أو إقفال العمليات المالية. الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على التوازن بين الحياة المهنية والعائلية.

> ويضيف (ي.ح)، موظف في وكالة بطنجة: “ننهي عملنا في وقت متأخر، وأحياناً نضطر للعودة للمنزل بملفات إضافية. لم يعد لدينا وقت كافٍ للعائلة أو للراحة. الحياة الشخصية تكاد تختفي.”

*مسؤولية ثقيلة وضعف التحفيز*

المسؤولية المالية الملقاة على عاتق موظفي الأبناك تجعلهم عرضة للمساءلة في حال حدوث أي خطأ، حتى وإن كان بسيطاً. وفي الوقت ذاته، يشكو الكثير منهم من ضعف التحفيز وقلة الاعتراف بمجهوداتهم، إضافة إلى بطء الترقيات وغياب معايير واضحة للإنصاف.

> تقول (ن.ل)، موظفة بنك بمدينة مراكش: “قد نُحاسَب على خطأ بسيط ولو كان غير مقصود. وفي المقابل، نادراً ما نجد تقديراً لمجهوداتنا أو دعماً معنوياً من الإدارة.”

*آثار نفسية وصحية*

هذه الظروف مجتمعة تنعكس على الوضع الصحي للعديد من الموظفين، حيث يُسجل انتشار حالات مرتبطة بالتوتر المزمن وارتفاع الضغط الدموي والإرهاق النفسي.

*مطالبة بالإصلاح*

في هذا السياق، يؤكد موظفي البنوك أن الوضع الراهن يتطلب إصلاحاً عاجلاً يراعي مصلحتهم، ويدعو الموظفون إلى:

إعادة النظر في نظام الأهداف التجارية بما يوازن بين مصلحة البنك وراحة الموظف.

ضمان ساعات عمل محترمة وتفعيل الحق في الراحة الأسبوعية والعطل.

اعتماد آليات واضحة وشفافة في الترقيات والتحفيزات.

تعزيز الدعم النفسي والصحي للموظفين، خصوصاً في ظل الضغوط المتزايدة.

مطالبة بمراجعة نظام الأهداف، وضمان ساعات عمل محترمة، وتفعيل الحق في الراحة الأسبوعية والعطل، واعتماد معايير شفافة في الترقيات والتحفيزات، معتبرة أن “تحسين ظروف المستخدمين سينعكس إيجاباً على جودة الخدمات البنكية”.

وترى هذه الهيئات أن تحسين ظروف العمل لن يصب في مصلحة الموظفين فقط، بل سينعكس إيجاباً على جودة الخدمات المقدمة للزبناء وعلى صورة البنوك المغربية بصفة عامة…..ولنا عودة في الموضوع 

✍️ إمضاء: مدير الموقع بالنيابة_ محمد بنهيمة

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*