قنبلة بفاس مكناس.. الدقيق المدعم يتحول إلى فاسد والقضاء يضرب بيد من حديد

مصادر موثوقة أفادت لجريدة أفريقيا بلوس ميديا أن الدقيق المدعم، المخصص أساساً للفئات الهشة، كان يتم تحويله بشكل غير قانوني لتحقيق أرباح طائلة لأرباب المطاحن المتورطين، فيما تُترك ملايين الأسر في مواجهة أزمة غذائية محتملة. التحقيقات الأولية أكدت وجود تجاوزات صارخة وخرق واضح للقوانين، وهو ما دفع القضاء إلى التدخل السريع.

الفرقة الولائية للشرطة القضائية بفاس نفذت عملية مراقبة دقيقة وسرية استمرت عدة أيام في معملين لصناعة المعجنات، أحدهما بحي الدكارات والآخر بمنطقة راس الماء بمولاي يعقوب، حيث تم ضبط 115 طن من الدقيق المدعم غير صالح للاستهلاك البشري، مخزّن بطريقة غير صحية وغير قانونية.

هذا الرقم الصادم يبرز حجم الفساد الذي طال مادة استراتيجية تمس حياة الملايين يومياً، ويكشف أن الأمر يتعدى مجرد تجاوزات فردية ليشكل شبكة متكاملة من التلاعب بالمال العام.

المصادر أكدت أن التحقيق لم ينته بعد، وأن الفرقة الجهوية للشرطة القضائية تواصل البحث في قضايا مماثلة ببعض أقاليم جهة فاس مكناس، وسط ترقب لمعرفة أسماء إضافية من المسؤولين والمتورطين الذين قد يواجهون الملاحقة القضائية.

هذه الفضيحة تضع الأمن الغذائي المغربي على المحك، حيث يعتمد ملايين المواطنين على الدقيق المدعم يومياً. التساؤلات الآن حول مدى فعالية الرقابة الحكومية على المطاحن والموردين، ومدى قدرة الجهات المختصة على حماية الفئات الهشة من استغلال غير قانوني للدعم المخصص لهم.

قرار الوكيل العام بإغلاق الحدود في وجه أرباب المطاحن هو رسالة واضحة: لا تهاون مع من يعبث بالدقيق المدعم، وأن ملفات الأمن الغذائي لم تعد تتحمل أي تجاوز أو فساد.