— تحرير خاص – جريدة أفريقيا بلوس ميديا_سياسة وتحليل دولي
“الجزائر وغرقها في أوهام المحيط الأطلسي”
إذا كانت هناك أشياء مستحيلة، فهي رؤية الجن، رؤية إبليس… ورؤية الجزائر تنبسط بحرية على شواطئ المحيط الأطلسي.
نعم، دولة تحتل مساحة شاسعة، لكنها تبقى حبيسة، محاصرة، مزموطة من كل جانب، عاجزة عن تحقيق أبسط حقوقها الجغرافية.
وكل التصريحات الرسمية عن “الطموحات الوطنية” لا تزيد عن كونها خيالًا إعلاميًا، كقصص الأشباح.
_نظام يختبئ خلف الكلام
النظام الجزائري يتباهى بالدبلوماسية والسيادة، لكنه في الواقع يركض خلف سراب. مليارات الدولارات تُصرف على صور إعلامية وتصريحات مفخمة، بينما المواطن الجزائري يشاهد كل يوم مشاريع تنهار، حدود تبقى مغلقة، وتأثير دولي محدود جدًا.
النظام يركّز على الكلام أكثر من الإنجاز، ويخدع شعبه بنفس الحكايات منذ عقود.
_المحيط الأطلسي: حلم بعيد… ومستحيل
المغرب يتحكم في منافذ استراتيجية على الأطلسي، بينما الجزائر تظل محاصرة من قبل جيرانها، مقيدة بقيود تاريخية وجغرافية وسياسية. أي محاولة جزائرية للوصول إلى البحر تتحطم أمام الواقع: قوى إقليمية ودولية لا تمنحها فرصة للتحرك بحرية. كل مشروع بحري يبقى على الورق، وكل تصريح رسمي يصبح مادة للسخرية في وسائل الإعلام الدولية.
_الفساد والبيروقراطية: العدو الأكبر
الأمر لا يقتصر على الحدود والجغرافيا؛ الفساد المستشري والبيروقراطية الخانقة يدفعان الدولة نحو الانكماش بدل التوسع. ملايين المواطنين يعيشون معاناة يومية، بينما الأموال تصرف على مشاريع وهمية، على الخطابات الرنانة، وعلى الإعلام الرسمي الذي يبيع الوهم. الجزائر لا تغرق فقط في السياسة، بل في الفساد الداخلي الذي يجعل أي حلم بالمحيط الأطلسي مستحيل التحقيق.
_الواقع الدولي القاسي
العالم يراقب الجزائر ببرود. دول كبرى ترى فيها دولة غنية بالموارد، لكنها عاجزة عن الدفاع عن مصالحها الجغرافية. محاولة النظام الجزائري لتحريك المياه وخلق نفوذ بحري تشبه محاولة لعبور الصحراء حافي القدمين: مملوءة بالأوهام، بلا نتيجة، ومليئة بالإحباط.
_الختام: الحفرة لا تترك مساحة للتنفس
الجن موجود، إبليس موجود… لكن رؤية الجزائر تتنفس بحرية على شواطئ المحيط الأطلسي؟ مستحيل.
دولة شاسعة المساحة، لكنها محاصرة، مزموطة من كل جانب، عاجزة عن تحقيق أبسط حقوقها الجغرافية.
النظام يتباهى بالكلام ويبيع الوهم لشعبه، بينما الواقع يصرخ: فساد وبيروقراطية وحدود مغلقة تجعل أي حلم بالمحيط الأطلسي مجرد سراب.
المغرب يتحكم في منافذ حيوية، والعالم يراقب الجزائر ببرود.
كل تصريح رسمي عن “الطموح الوطني” يتحول إلى مادة للسخرية، وكل مشروع بحري يظل على الورق.
الجزائر ستبقى محاصرة، عاجزة، وكأن التاريخ والجغرافيا وصراع المصالح جمعوا عليها ليبقوا الحفرة مغلقة… بلا أي منفذ للحرية.
—إمضاء: محمد بنهيمة – مديرجريدة أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة
قم بكتابة اول تعليق