— هيئة التحرير – إفريقيا بلوس ميديا /رأي – موقف – مبدأ لا يُشترى
في زمنٍ صار فيه الكذب وسيلة للتموقع، و”التحليل” غطاءً للتصفية، خرجت علينا صفحة {نداء الجالية} بمقالٍ عنوانه “عندما يصبح الرأي العام سلعة… قصة إعلام يُباع ويُشترى في سيدي حجاج”.
عنوانٌ ظاهره الجرأة وباطنه الحقد، يُعبّر عن عقدةٍ قديمة تجاه الصحافة الحقيقية التي تزعج الكسالى وتُعرّي من يقتاتون على الفوضى الرقمية.
يا صاحب صفحة {نداء الجالية}…
قبل أن تتحدث عن الشرف الإعلامي، كان الأجدر بك أن تسأل نفسك:
من نصبك وصيًا على الرأي العام؟ ومن فوّضك لتوزيع صكوك الوطنية والمصداقية؟
الكتابة مسؤولية لا تُمارَس بالانفعال، والنقد لا يكون بالتشهير، ولا عبر منشورات مشحونة بالغيرة والحقد على منابر تشتغل بضمير ومهنية.
نحن في المنبر الإعلامي أفريقيا بلوس ميديا، لا نبيع أقلامنا، ولا نشتري “البوز” عبر حملات “مأجورة“، بل نمارس الصحافة كرسالة أخلاق ومسؤولية، لا كزرواطة رقمية تُشهر في وجه كل من يختلف معنا.
ولذلك نقولها بصوتٍ عالٍ وواضح:
ما ديروش الصحافة زرواطة تضربو بها المسؤولين على منطقة سيدي حجاج ودحصار والمسؤولين عنها.
الصحافة مهنة نبيلة تلتزم الحياد، وتستند إلى المعلومة والتحقق لا إلى الانفعال والمزايدات.
وإذا كان لدى صفحة {نداء الجالية} ما يُثبت من خروقات أو فساد إداري، فلتتوجه إلى الجهات المختصة، ونحن سنقوم بالواجب المهني الكامل في البحث والتحقيق والنشر.
أما أن تتحول “الصفحات” إلى ساحات تصفية حسابات، فهذا سقوط أخلاقي لا علاقة له بالإعلام ولا بالنزاهة.
الصحافة ليست عصا تُشهر في وجه المسؤولين،
بل ضميرٌ حيّ يمارس الرقابة على كل مفسد في هذا الوطن العزيز، مهما كانت سلطته أو نفوذه، لكن ضمن حدود الأخلاق، والمهنية، والقانون.
أما أن نرى صفحات تُمارس القذف والتعميم وتوزيع التهم بلا دليل، فهذا يُعبّر عن ضعف في الحجة وفقر في المصداقية.
يا من تدير صفحة {نداء الجالية}…
تتحدث عن الفساد وأنت أول من يروّج للإشاعات،
تنتقد الإعلام وأنت تمارس التشويه،
تدّعي الدفاع عن الرأي العام وأنت أول من يضلله بخطابك المسموم.
فمن أراد أن ينظف الساحة الإعلامية، فليبدأ بنفسه، ومن أراد أن ينتقد، فليتعلم أولاً معنى النقد المهني.
سيدي حجاج ليست حقل تجارب لأشباه الصحفيين ولا مسرحًا لتصفية الحسابات الشخصية.
الساكنة تعرف جيدًا من يشتغل بصدق، ومن يحاول الاصطياد في الماء العكر بحثًا عن لايكات وفتات الشهرة.
دعنا نذكّرك، يا من تتحدث عن “شراء الذمم”:
الذمة لا تُشترى إلا ممن يعرضها للبيع،
أما من تربّى على المبدأ فلا يُشترى ولا يُباع،
ولو أغرقته بالأكاذيب التي ملأت بها صفحتك.
ما كتبته على صفحة {نداء الجالية} لا يندرج ضمن “التحليل الإعلامي”، بل ضمن “التهجم الرقمي” المرفوض أخلاقياً وقانونياً.
ولتعلم أن الأقلام الحرة لا تهتز أمام نباح الحاقدين،
وأن سمعة المنابر الجادة لا تُقاس بعدد المتابعين، بل بمصداقية الكلمة واحترام ذكاء الجمهور.
كلمة أخيرة: الصحافة ليست تجارة بالترهيب، ولا مهنة للمزايدة، هي مرآة للوطن، تراقب وتكشف وتُصلح، لكنها لا تُشهر السلاح في وجه المؤسسات، ومن يصرّ على الاصطياد في الماء العكر سيبقى مجرد صدى بلا أثر…لأن الحقيقة لا تُشوَّه، مهما ارتفع ضجيج الباطل.
إمضاء: محمد بنهيمة – مديرجريدة أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة
قم بكتابة اول تعليق