قبل الخطاب الملكي.. لبنى الصغيري تفتح نار النقاش من قلب الدار البيضاء وتكشف ملامح المغرب الجديد

بقلم: ✍️ محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة

*لبنى الصغيري تفكّك معادلة السياسة المغربية الجديدة من قلب الدار البيضاء.. ونقاش ساخن يرسم ملامح ما بعد الخطاب الملكي.. برلمانية تتحدث بصراحة عن مسؤولية النخب وامتحان الثقة*

_مقدمةالمقال:

في لحظة سياسية دقيقة يترقّب فيها المغاربة افتتاح جلالة الملك محمد السادس للدورة البرلمانية الجديدة، شهدت مدينة الدار البيضاء لقاءً مطوّلًا وحيويًا جمع النائبة البرلمانية لبنى الصغيري، رئيسة لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان سابقًا، بعدد من الفاعلين السياسيين والمدنيين، من ضمنهم الأخ يونس موحدي، في نقاشٍ امتدّ لما يقارب ثلاث ساعات من التفكير الجاد والمسؤولية الوطنية.

اللقاء لم يكن عاديًا؛ فقد تميّز بجرأة الأسئلة وحرارة الأفكار، وبإرادةٍ واضحة في استشراف ما بعد الخطاب الملكي المنتظر، وقراءة التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه البلاد، في ظل سياقٍ تتقاطع فيه انتظارات المواطنين مع رهانات الإصلاح والعدالة والتنمية البشرية.

نقاش عميق حول المغرب الجديد

خلال هذا اللقاء، تناول المتحاورون قضايا مصيرية تمسّ جوهر العمل التشريعي والحقوقي بالمغرب، من بينها إصلاح العدالة، تعزيز الثقة في المؤسسات، وتقوية آليات الرقابة البرلمانية، إلى جانب دور الأحزاب في تجديد نَفَس السياسة وإعادة وصلها بالمجتمع.

وأكدت الأستاذة لبنى الصغيري في مداخلتها أن المرحلة المقبلة ليست مرحلة شعارات، بل مرحلة إنجازات ومسؤوليات، مشيرةً إلى أن الخطاب الملكي المقبل سيضع الجميع أمام محكٍّ حقيقي: إما التجاوب مع نبض الوطن أو السقوط في فخ التبرير والجمود.

وأضافت أن المغرب يعيش اليوم منعطفًا تاريخيًا يتطلب وعيًا جماعيًا ومسؤولية مضاعفة من النخب السياسية والإدارية، مؤكدة أن “الإصلاح لن يتحقق إلا بإرادة جماعية صادقة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”.

السياسة من موقع الإنصات لا الخطابة

لم يكن اللقاء مجرد تبادل آراء بروتوكولي، بل ورشة فكرية مفتوحة عنوانها الإنصات للمجتمع قبل اتخاذ القرار.
فحسب المشاركين، أكدت الصغيري بأسلوبها الصريح أن البرلماني الحقيقي هو من يخرج من المكاتب نحو الشارع، من النصوص إلى الواقع، ومن الخطاب إلى الفعل، معتبرة أن الزمن السياسي الحالي لا يرحم المتقاعسين.

في المقابل، دعا الحاضرون إلى ضرورة تفعيل مقاربة جديدة في العمل السياسي قوامها الإنصات، والمساءلة، والنجاعة، وإلى وضع قضايا الشباب والعدالة الاجتماعية في قلب النقاش العمومي، انسجامًا مع الرؤية الملكية التي تجعل من الإنسان المغربي محور التنمية.

عشية الخطاب الملكي.. رياح تجديد تهب على المشهد السياسي

تزامن اللقاء مع حالة من الترقب الوطني الكبير لما سيحمله خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله من توجهات جديدة، خاصة في ما يتعلق بملف الاستثمار، والعدالة الاجتماعية، والإصلاح الإداري، والجهوية المتقدمة.

وفي هذا الإطار، رأى المتحاورون أن المغرب يدخل مرحلة جديدة من البناء المؤسساتي، وأن البرلمان مقبل على امتحان الثقة والمصداقية، إذ لم يعد كافيًا الاكتفاء بالتشريعات، بل وجب مرافقتها بجرأة الإصلاح ومساءلة الذات الحزبية والبرلمانية.

امرأة في قلب الزمن السياسي

لبنى الصغيري، بصفتها نائبة برلمانية ذات تجربة غنية في التشريع وحقوق الإنسان، جسّدت خلال اللقاء نموذج البرلمانية المتشبثة بقيم المسؤولية الوطنية والإنصات الاجتماعي.

فخطابها الإنساني العميق، وحضورها الفكري الهادئ، جعلا اللقاء يتحول إلى مساحة تفاعل حقيقي، حيث السياسة تستعيد معناها النبيل كخدمة عمومية لا كامتياز شخصي.

في ختام هذا اللقاء، عبّر المشاركون عن امتنانهم الكبير للأستاذة لبنى الصغيري على سخاء الحوار، ودفء الاستقبال، وعمق الفكر، مؤكدين أن أمثالها هم من يمنحون الثقة للمغاربة في أن السياسة يمكن أن تكون فعلًا نبيلًا إنسانيا ووطنيًا.

لقاء الدار البيضاء لم يكن فقط محطة تواصل، بل إشارة قوية إلى أن زمن الإنصات بدأ، وأن المغرب يسير بثقة نحو جيلٍ جديد من السياسة الواقعية التي تضع الإنسان في صلب الإصلاح، انسجامًا مع الرؤية المتبصّرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

✍️ إمضاء: محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*