أفريقا بلوس
عندما كنا صغارا كان والدي رحمه الله يقول لنا أن الدولة التي لا تكون لها جيوش و أجهزة قوية، لن تستطيع ضمان الإستقرار في المستقبل، و الأمر الثاني كان رحمه الله يقول لنا أن العلاقات الدولية و خاصة بيننا و بين أمريكا و فرنسا مهمة جدا لبلدنا، و لهذا كان رحمه الله يرى أنه لا خوف على المملكة المغربية، لأن ملوكنا العظماء كانت لهم نظرة مستقبلية جعلتهم يستبقون الزمن لتقوية مؤسسة القوات المسلحة الملكية و أجهزة الإستخبارات، آجل فحكمة والدنا جميعا الحسن الثاني قدس الله روحه و رضي الله تعالى عنه و أرضاه، جعلته يكلف ولي العهد آنذاك محمد السادس، بمهام جسيمة في مؤسسة الجيش، و منها المنسق العام لمكاتب و مصالح القوات المسلحة الملكية، كما خضع جلالته و هو ولي العهد لتكوين عسكري قاس بمعنى الكلمة، جعلته يستحق عن جدارة رتبه العسكرية و يحظى بإحترام كل الضباط في مؤسسة الجيش و الأجهزة الإستخباراتية، تكون على يد خبراء عالميين في مجالات متعددة، تكوين جعلته يعلم أن الدولة التي لا تمتلك جهاز مخابرات قوي و جيش مدرب و مسلح…هي دولة غير قادرة على ضمان الإستقرار كما لن تستطيع ضمان كرامة أبناءها، ربما لا يعلم الكثير أن أول دولة عربية بها جهاز مخابرات عامة، هي المغرب، بل أكاد أجزم أنه ماعدا مصر التي تمتلك جهاز مخابرات مدرب نوعا ما، فإن باقي الدول العرببة و الإسلامية، تمتلك فقط أجهزة إستخبارات، و الفرق كبير. ربما للأسف حتى بعض الجامعيين و المحللين السياسيين لا زالوا يخلطون بين الإستخبارات و المخابرات في أبعادها، (الإستخبارات المدنية و العسكرية هي جزء مهم من جهاز المخابرات العامة في الدول العظمى، و هي من توفر المعلومات و الابحاث و المعطيات الأساسية التي تبني عليها المخابرات العامة الدراسات و الخطط و سياسات الدول…قد نحاول توضيح الأمر قليلا في المستقبل إن شآء الله تعالى…فقط ليفهم المهتمون و المحللون بعض النقط، لا غير ) فما يحدث الأن من فتنة ربيع العملاء العرب مند سنة 2011م، و الخراب و الدمار الذي لحق جل الدول العرببة و الإسلامية، سببه أن هذه الدول لا تمتلك أجهزة مخابرات، بل مجرد إستخبارات و للأسف قد تجد بعض هذه الدول نفسها تعطيها رسميا صفة مخابرات عامة، بل أن إسرائيل و عدد اليهود في العالم أجمع لا يتجاوز 10 مليون، لكن إستطاع قادتها عن جدارة -حكم العالم- من تحت الطاولة، و قلب أنظمة حكم كثيرة في العالم، بل و تحريك العديد من الشعوب العربية و جعلها تخرب بلدانها لصالح الشركات المتعددة الجنسيات، لسبب بسيط أن إسرائيل تتوفر على أقوى جهاز مخابرات في العالم، و نفس الأمر بالنسبة لأمريكا و بريطانيا و فرنسا…إن بدون أجهزة الحيش و أجهزة الإستخبارات و المخابرات العامة، لن تستطيع أية دولة ضمان أمنها أو حماية إقتصادها و لا ضمان إستقلالية قضاءها و لا قراراتها و لا سيادتها…و لهذا علينا أن نفتخر حقا، بأن ملكنا المنصور بالله و بفضل المجهودات الجبارة التي قام بها في تطوير و عصرنة قوات الجيش و الأجهزة الإستخباراتية و المخابرات العامة إستطاع ضمان الإستقرار بهذا الوطن الغالي…

قم بكتابة اول تعليق