في زحمة التناولات الإعلامية والسياسية التي تستهدف المغرب، يبرز اسم واحد يتكرر بإصرار في تقارير خصوم المملكة: عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني.
منذ فترة، تحول هذا المسؤول الأمني إلى هدف مباشر لحملات ممنهجة، يقودها – أو على الأقل يروّج لها – الصحفي الفرنسي ذو الخلفية الاستخباراتية، “جيراندو”، الذي جعل من المغرب موضوعاً ثابتاً في أجندته النقدية، لكن دائماً عبر بوابة واحدة: حموشي.
*لماذا حموشي تحديداً*؟
السؤال مشروع. ففي الوقت الذي تغيب فيه مساءلات حقيقية لأنظمة متورطة في الفساد وسوء التدبير، يُسلّط الضوء على مسؤول أمني مغربي، عُرف بالانضباط والكفاءة المهنية، وارتبط اسمه بتحقيق نقلة نوعية في أداء الأجهزة الأمنية المغربية.
منذ تعيينه، نجح حموشي في إعادة تشكيل بنية العمل الأمني، وفق مقاربة حديثة ترتكز على الاستباقية، واحترام الحقوق دون التفريط في هيبة الدولة. تحت قيادته، عزز المغرب موقعه كـ شريك موثوق دولياً في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ما جعله فاعلاً أساسياً في المنظومة الأمنية الإقليمية والدولية.
هذا التحول لم يرق للكثيرين، خصوصاً أولئك الذين كانوا يراهنون على هشاشة أمنية تُستخدم كورقة ضغط ضد المملكة.
_ عندما يعجزون عن اختراق المؤسسات.. يستهدفون القادة
أمام صعوبة النيل من الأجهزة الأمنية المغربية التي رسّخها حموشي على أسس المهنية واليقظة، اختار خصوم المغرب استهداف الرأس. فحملات جيراندو ليست سوى محاولة مكشوفة لتقويض الثقة في واحدة من أكثر المؤسسات حساسية.
وفي الوقت الذي تغض فيه هذه الحملات الطرف عن أنظمة تنخرها الأزمات السياسية والمالية، وتتجاهل شخصيات متورطة في تبديد مقدرات شعوبها، فإنها تُمعن في تشويه صورة رجلٍ يعتبره الكثيرون خط الدفاع الأول عن استقرار المغرب.
ما وراء السردية.. وما تؤكده الميدان:
_ بعيداً عن السرديات المصطنعة، تبرز الحقائق من الميدان:
_ المغرب يُواصل نجاحاته في تفكيك خلايا إرهابية قبل أن تتحرك
_ التعاون الاستخباراتي مع القوى الكبرى يتعزز بثقة متبادلة
كل هذه النجاحات تُبنى يومياً في صمت، ويقودها رجال ميدان، في مقدمتهم عبد اللطيف حموشي، الذي اختار أن يشتغل بعيداً عن الأضواء، وبتفانٍ يُحسب له.
*بين الضجيج والحقيقة*
من الواضح أن استهداف حموشي ليس موقفاً مبدئياً دفاعاً عن الحريات أو الشفافية، بل جزء من خطة أوسع لإرباك المسار الإصلاحي الذي يسير فيه المغرب بثبات. إنها محاولة بائسة لضرب المؤسسة من خلال أحد رموزها، بعد أن فشل التشويش على منجزاتها.
لكن، وكما تقول الوقائع، كلما اشتدت الحملات ضد الرجل، كلما ترسخ موقعه كركيزة أمنية صلبة، وازداد وعي الرأي العام الوطني بأن المغرب، برغم التحديات، يسير في الاتجاه الصحيح.
في النهاية، فإن استهداف حموشي ليس سوى اعتراف غير مباشر بقيمته داخل منظومة الدولة المغربية، ودوره في تحصينها من تهديدات داخلية وخارجية.
ومع كل محاولة للتشويش، يثبت الأمن المغربي – مرة أخرى – أنه أقوى من حملات التبخيس، وأكثر مناعة من أن يُخترق بمجرد دعاية…..ولنا عودة في الموضوع
قم بكتابة اول تعليق