إطعام الأفعى العسل لن يغير من طبيعتها المسمومة هكذا الجزائر… لن تتغير

أفريقيا بلوس ميديا

فضيحة جديدة تضاف إلى سجل النظام العسكري في الجزائر، نظام تعود على الكذب حتى أصبح يمارسه على الأحياء قبل الأموات، وعلى الضيوف قبل الأشقاء، وعلى الإعلام قبل الشعوب. نظام فاشي لا يتقن سوى التضليل، ولا يعرف للديبلوماسية سوى التزوير والركاكة.

خلال استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لنظيره الرواندي بول كاغامي،وخلال ندوة صحفية مشتركة، تحدث تبون عن فحوى اللقاء، مشيرا إلى أنهما تباحثا في قضية “الصحراء الغربية” و”الشعب الصحراوي”، على حد زعمه. ما لم يعلمه الرئيس الجزائري أو تجاهله عن عمد –أن ضيفه سيسقط هذا الادعاء بنزاهة وهدوء.

الرئيس الرواندي، عبر حساباته الرسمية، نشر تفاصيل اللقاء كاملة،ولم يشر لامن قريب ولامن بعيد إلى قضيةالصحراء، كل ما ورد هو تأكيد على تعزيز التعاون الاقتصادي وفتح سفارة رواندية في الجزائر. الكذبة الجزائريّة سقطت أمام العالم، والفضيحة أصبحت مكشوفة. حتى إخراج الندوة كان مرتبكا، حيث تعمد مخرج التلفزة الجزائرية عدم إظهار ملامح الرئيس الرواندي، وكأن النظام كان يعلم أن ما يقال لا يمثل الحقيقة.

وفي نفس توقيت الزيارة، أعلنت المملكة المتحدة موقفها الواضح من قضية الصحراء المغربية، باعترافها بمبادرة الحكم الذاتي كـالحل الأنسب والواقعي لهذا النزاع المفتعل منذ عهد المقبور بومدين. هنا جن جنون النظام الجزائري، وخرج كعادته ليمارس هوايته المفضلة: التناقض.

فمن جهة، تصدر الخارجية الجزائرية بلاغا تعرب فيه عن أسفها للموقف البريطاني. ومن جهة أخرى، تقول إن المملكة المتحدة لم تعرب عن دعمهاللسيادة المغربية،وكأن الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي لا يعني شيئا، أو كأن العالم لا يفهم قواعد الديبلوماسية.

هذا الارتباك ليس جديدا على النظام الذي يدعي أنه ليس طرفا في النزاع، سبق أن سحب سفيره من إسبانيا وفرنسا عندما أعلنتا دعم مبادرة الحكم الذاتي. أي عبث ديبلوماسي هذا؟ كيف تد عي الحياد، ثم تحتج على قرار سيادي تتخذه دولة أخرى في علاقة مع دولة صديقة ؟!
لا تفسيرلهذا سوى أن الجزائر أصبحت الناطق الرسمي باسم ميليشيا البوليساريو.

ومع ذلك،يبدو أن النظام الجزائري قد تعلم درسا من فضائح سابقة،فاختارهذه المرة أن لايسحب سفيره من لندن حفاض حفاض  على ما تبقى من ماء وجهه، أو على الأقل خشية أن يتحول انسحابه إلى نكتة جديدة تضاف إلى سجلات العبث السياسي في قصر المرادية.

ولفهم هذه الممارسات لابد من التوقف عندالسياق التاريخي للمؤتمرات والمنتديات التي اعتادت الجزائر استغلالها لزرع ضد المغرب .

منذعقود،تحولت جزائرإلى منصة دعائية منظمة ضدالمملكة ،سواءداخل القارة الإفريقية أوفي المحافل الدولية،لا تضيع فرصة إلا وتستغلها لتكريس أطروحتها الانفصالية، حتى وإن كلفها ذلك تقويض مصداقية المناسبات نفسها، غير أن الواقع أكدت مما لا يدعو للشك أن كل المؤامرات تبقى حبيسة وكالة الأنباء الجزائرية و القنوات و المواقع التابعة للعسكرولنظام الكابرانات،كل المواقف انقلبت لصالح المغرب أحد أبرز هذه المشاهد حدث خلال بطولة إفريقيا للاعبين المحليين(الشان)،حينما فوضت الجزائرحفيدنيلسون مانديلا لإلقاء خطاب سياسي صادم، قال فيه إن “الصحراء آخر مستعمرة في إفريقيا”. كان ذلك اختراقا خطيرا لروح البطولة الرياضية وتحويلا لها إلى منبر عدائي، ما كشف نية الجزائر في توظيف الرمز والاسم والتاريخ  لخدمة أجندتها الخاصة.

لكن حكمة المغرب كانت في صمته الرسمي المهيب،والصمت هذا لم يكن ضعفا بل كان ردا ذكيا لمخطط دنيء.

الجماهير المغربية، وتحديدا أنصار نادي الرجاء البيضاوي، لم تسكت، فقد رفعت لافتة ضخمة كتبت فيها رسالة موجهة إلى مانديلا الصغير حملت إسقاطا قويا يذكره بأن آخر مستعمرة في إفريقيا ليست الصحراء، بل أورانيا، المدينة التي لا يزال فيها الفصل العنصري قائما في بلده، اللافتة التي رفعت في ملعب محمد الخامس كانت كافية لتجعل وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن جمهور الرجاء، و لتدفع العالم للبحث عن أورانيا، فاكتشف الجميع أن من يحاضر في الاستعمار، يعيش هو نفسه في ظل نظام التمييز العرقي.

الحديث عن هذه الدولة الحار يذكرنا بحكمة تعلمناها في الصغر و التي تقول أن الأفعى حتى لو أطعمتها عسلا فإنها لن تغير طبيعتها، ولن تثمر إلا سما. هي مجبولة على اللدغ، وعلى الغدر،وعلى نكران المعروف،هكذا كانت الجزائر،وهكذا ظل نظامها؛ كلما قدّم لها المغرب يدا ممدودة للسلام، قابلتها بلسعة غادرة، وكلما أبدى حسن نية، ردت عليه بالدسيسة والمكر.

لقد خُيل إلينا أن المبادرات و النيات الطيبة قد تغير طبع الأفعى،لكنها لم تفعل،لأن الطبع لا يغيره الإحسان،ولا يطفئ سمه العسل.
هكذا الجزائر… لن تتغير

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*