ديوان باقات من حديقة الوفاء

بقلم: الدكتورة أمينة رضوان

“باقات من حديقة الوفاء” هو ديوان شعري من تأليف الدكتورة أمينة رضوان، الباحثة في العلوم القانونية، وهو مُهدى إلى السيد النقيب الدكتور عبد الله درميش، علم المحاماة ومقعد العلياء، وقد قدّمه الأستاذ محمد حيسي، نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء.

وهذا الديوان ليس مجرد تحية إلى قامة علمية وإنسانية، بل هو دعوة ضمنية لإحياء ثقافة الامتنان، وإعادة الاعتبار لدور المعلّم، ولسموّ من يُعلّم ويزرع ويؤثر دون أن ينتظر المقابل.

إنه ديوان لا يُقرأ بعين الناقد فقط، بل يُقرأ بقلب الوفيّ ووجدان الإنسان.

—من روح التوطئة

في زمنٍ تكاد تتشابه فيه الظلال،

يظهر رجالٌ لا يشبهون إلا أنفسهم،

يمرّون في حياتنا بصمت النبلاء،

ويغرسون في أرواحنا ما لا يُنسى.

الدكتور عبد الله درميش ليس مجرد اسم في سجلّ الأكاديميين،

ولا صدى عابرًا في ردهات المحاكم،

بل هو ذاكرة من نور، ومثالٌ للمعرفة حين تُزاوج الأخلاق، وعدالة تمشي بثبات، لا تُغريها المراكز، ولا تهزّها الزوابع.

هذا الديوان ليس مدحًا تقليديًا، ولا مجرد اعترافٍ بالفضل،

بل هو محاولة لقول “شكرًا”… بطريقة تليق بمقامٍ لا يحدّه الكلام.

قصائد هذا الديوان كُتبت بلغة القلب،

ونسجت خيوطها من الامتنان،

فجاءت باقاتٍ مهداة من “حديقة الوفاء”

إلى رجلٍ كان في حياتي أستاذًا وقدوةً ونبراسًا للحق.

إلى الذي جعل من صوته سيفًا للحق، ومن علمه منارةً للمستضعفين…

إلى الدكتور عبد الله درميش،

إلى من علّمنا أن العدل ليس فقرةً في قانون، بل موقفٌ في حياة.

إلى من سار على جمر الكلمات ليضيء دروب من أطفأهم الظلم،

إليك أُهدي هذا الديوان…

لا مدحًا، بل اعترافًا بنُبلك، ولا مجاملةً، بل وفاءً لمن رفع ميزان القيم فوق ضجيج المصالح.

دمتَ كما عهدناك…

صوتًا لا يلين، وقلبًا لا يخون، وعلمًا لا يخبو.

هذا الديوان ليس مجرد أبياتٍ مصفوفة،

ولا امتنانٍ يتوارى خلف البلاغة،

بل هو شهادةُ قلوبٍ ارتوت من نبلك، ورسالةُ أقلامٍ تكتب في حضرتك بتواضع المريد أمام أستاذه.

إلى الدكتور عبد الله درميش،

يا نقيبًا لا يساوم، ومعلّمًا لا يُنكر، وسراجًا لم يُطفأ في ليل المنكوبين،

يا من جعلت من القانون ضميرًا، ومن العدالة نهجًا، ومن المنبر سلاحًا،

هذا الديوان لك: صوتُ الشعر إذا نطقَ شكرًا، وقلمُ المعنى إذا خطَّ وفاءً.

—رسالة الدكتورة أمينة رضوان

والمعلّم ليس هو فقط من يُلقّننا أبجديات القراءة والكتابة،

بل هو من يفتح أبواب الوعي، ويكسر جدران الجهل، ويُطلق فينا شرارة الفكر والكرامة.

المعلّم هو ذاك الإنسان الذي يُوقظ في حياتنا مصابيح لا تنطفئ،

بل تتوهّج أكثر كلما صقلها الزمن بالإضافات الإيجابية والنضج المعرفي.

هو من يغرس في دواخلنا قيمًا لا تُشترى، ولا تُنسى.

وكما قال شوقي:

> “يبني وينشئ أنفسًا وعقولًا.”

ومن بين أولئك الذين حملوا هذا الهم النبيل على عاتقهم، بل وتفوّقوا فيه،

أستاذي ومعلمي فضيلة الدكتور عبد الله درميش،

الذي أهديه هذا المنجز المعنوي المتواضع المعنون بـ “باقات من حديقة الوفاء”.

عرفانًا بالأثر العميق الذي تركه في مسيرة حياتي العلمية والعملية،

وعلى وجه الخصوص في مساري القانوني والمهني.

لقد كان وما يزال نبراسًا في طريقٍ كثير الظلال، وصوتًا في زمنٍ عزّ فيه النبل، ونموذجًا لا يُدرّس فقط… بل يُحتذى.

أعلم أنني مهما كتبت، فلن أوفيه حقه،

لكنّي أرجو أن تكون كلماتي قطوفًا من شجرة محبّتي وامتناني،

وأن أكون قد أهديته ولو جزءًا يسيرًا مما يستحق.

✍️الدكتورة أمينة رضوان

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*