الخطاب الملكي.. صرخة في وجه اللامسؤولية ودعوة إلى صحوة وطنية (+فيديو)

بقلم: ✍️ محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة

في لحظة من لحظات الصدق التي ينتظرها المغاربة من حين لآخر، جاء الخطاب الملكي هذه المرة واضحًا مثل شمس منتصف النهار، لا لبس فيه ولا تأويل.

كلمات حادة، صريحة، تخاطب ضمير الوطن قبل آذان المسؤولين، وتضع الجميع أمام مرآة الحقيقة: المغرب لن يتغيّر بالكلام، بل بالفعل والنية والغيرة على البلاد.

الملك لم يوجّه خطابه للحكومة وحدها، بل وجّهه إلى كل مكوّنات الدولة والمجتمع: إلى المنتخبين الذين غرقوا في حساباتهم الضيّقة ووعودهم الموسمية، إلى الأحزاب التي تحولت إلى مسرحيات انتخابية لا تقنع أحدًا، إلى الإعلام الذي نسي رسالته السامية وصار أحيانًا أسيرًا للإعلانات والمصالح، وإلى المواطن الذي عليه أن يشارك ويحاسب ويؤمن أن التغيير يبدأ منه هو أيضًا.

رسالة إلى الحكومة: لا مجال للتبرير بعد اليوم

الخطاب الملكي كان بمثابة تنبيه شديد اللهجة للحكومة: انتهى زمن التبريرات والانتظارية.

المغاربة تعبوا من الخطابات المتكررة والوعود غير المنجزة.

اليوم المطلوب هو نتائج ملموسة في الميدان، سياسات تنقذ الطبقة الوسطى، فرص عمل تحفظ كرامة الشباب، وعدالة مجالية تُنهي الفوارق بين المدن والقرى.

الحكومة اليوم أمام امتحان الثقة، لا في استطلاعات الرأي، بل في عيون المواطن البسيط الذي ينتظر شيئًا واحدًا:

أن يرى أثر السياسات في واقعه اليومي، لا في تصريحات الوزراء أو الحملات الدعائية.

الأحزاب بين الغياب وفقدان البوصلة

من بين الرسائل الأقوى في الخطاب الملكي، تلك التي وجّهت للأحزاب السياسية، فالمغاربة اليوم، كما قال العديد من المراقبين، “عاقوا وفاقوا”، لم تعد الشعارات تستهويهم، ولا الوعود المؤجلة تقنعهم.

يريدون أحزابًا قريبة منهم، تفتح مقراتها بعد الانتخابات، وتسمع نبض الشارع بدل أن تُغلق أبوابها وتنتظر موعدًا جديدًا للسباق نحو الكراسي.

إنها دعوة صريحة لإعادة الاعتبار للسياسة بمعناها النبيل، ولرجالها الذين يخدمون البلاد لا المصالح، الذين يرون في الوطن مسؤولية لا غنيمة.

الإعلام.. بين صوت الشعب وصوت الإعلانات

الملك لم ينس الإعلام، ذلك الجسر الذي يفترض أن يربط بين الدولة والمجتمع، لكنه اليوم يعيش أزمة ثقة هو الآخر.

جزء من الإعلام فقد بوصلته، وتحوّل إلى أداة تلميع أو دعاية، ناسيًا أن مهمته الأولى هي نقل صوت الناس، لا ترديد صدى المعلنين أو المتنفذين.

الخطاب الملكي يعيد التذكير بدور الإعلام في صناعة الوعي، وفي الدفاع عن المصلحة العامة، وفي كشف مكامن الخلل دون خوف أو ولاء سوى للوطن.

المغاربة يريدون أفعالًا.. لا أقوالًا

رسالة الخطاب الملكي وصلت إلى كل بيت: كفى من الكلام. كفى من الوعود التي لا تتحقق، ومن الاجتماعات التي لا تُثمر. اليوم المطلوب هو الفعل، هو التحرك الجاد، هو الصدق في خدمة الوطن.

المغرب اليوم يقف على عتبة مرحلة جديدة، مرحلة تتطلب رجال دولة حقيقيين، لا ممثلين فوق خشبة السياسة، تتطلب مواطنين فاعلين لا متفرجين، وإعلامًا يعبّر عن الشعب لا عنه.

خاتمة: نداء من القلب

الخطاب الملكي لم يكن مجرد توجيه سياسي، بل صرخة وجدانية من قائد إلى شعبه: “خدموا بلادكم بالمعقول”.

إنها رسالة لكل من يحمل مسؤولية، صغيرة كانت أو كبيرة:

البلاد لا تبنى بالشعارات، بل بالضمير، بالإخلاص، وبالغيرة الوطنية الصادقة.

وإذا كان الخطاب قد أضاء الحقيقة كما تضيء الشمس، فإن السؤال اليوم هو: من سيتحرك أولًا؟
لأن الزمن لم يعد في صالح المترددين، والمغرب يستحق أكثر من الكلام.

قال تعالى:فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره.

صدق الله العظيم

✍️ إمضاء: محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة

_في 3 دقائق.. أبرز مضامين الخطاب الملكي في البرلمان

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*