رصاصة تهز الدار البيضاء… شرطي يقتل سيدة من معارفه داخل سيارة خاصة ويحاول الانتحار بسلاحه الوظيفي! (+فيديو)

بقلم: ✍️ محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة

*الدار البيضاء تهتز على وقع جريمة مأساوية تورط فيها رجل أمن.. والتحقيقات تكشف عن خلفيات عاطفية محتملة*

_مقدمة:

اهتزت مدينة الدار البيضاء، مساء الجمعة 17 أكتوبر 2025، على وقع حادث مأساوي بطله موظف شرطة يعمل بفرقة الدراجين، أقدم على ارتكاب جريمة قتل عمد في حق سيدة من معارفه، مستخدمًا سلاحه الوظيفي، قبل أن يحاول وضع حدًّا لحياته في مشهدٍ صادم هزَّ الرأي العام الوطني.

وأفاد بلاغ رسمي للمديرية العامة للأمن الوطني بأن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الدار البيضاء فتحت، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بحثًا قضائيًا شاملًا لتحديد الظروف والملابسات والدوافع الحقيقية وراء هذه الواقعة التي خلَّفت صدمة في الأوساط الأمنية والمجتمعية على حدٍّ سواء.

تفاصيل الجريمة كما وردت في بلاغ الأمن الوطني

وحسب المعطيات الأولية المتوفرة، فإن موظف الشرطة، الذي يحمل رتبة مقدَّم ويشتغل ضمن فرقة الدراجين، كان برفقة سيدة تربطه بها علاقة سابقة أو معرفة شخصية، حينما نشب بينهما خلاف حاد داخل سيارة خاصة.

وفي لحظة توتر وانفعال شديد، استعمل الشرطي سلاحه الوظيفي موجِّهًا رصاصات قاتلة نحو مرافِقته، ما أدى إلى وفاتها على الفور.

البلاغ الرسمي أوضح أن الأبحاث الميدانية التي تباشرها المصالح الأمنية تسعى إلى تحديد الأسباب الحقيقية والخلفيات النفسية أو العاطفية التي كانت وراء هذا الفعل المأساوي، خصوصًا أن المؤشرات الأولية تُرجِّح وجود دوافع شخصية مرتبطة بعلاقة عاطفية متوترة.

محاولة فرار وانتحار فاشلة

بعد ارتكاب الجريمة، حاول الشرطي الفرار من مكان الواقعة، لكن تدخل دورية أمنية سريعة حال دون ذلك.

وأثناء عملية التوقيف، أطلق رصاصتين في الهواء دون أن يصيب أيًّا من عناصر الأمن الذين كانوا يباشرون التدخل، في محاولة يائسة للهرب.

ثم أقدم بعد ذلك على توجيه السلاح إلى نفسه، مطلقًا رصاصة أصابته إصابة بليغة على مستوى الرأس، نُقل على إثرها إلى المستشفى في وضعية صحية حرجة، حيث ما يزال تحت العناية المركزة.

في المقابل، تم إيداع جثة الضحية بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة، لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، بينما وُضع السلاح الناري والذخيرة المستعملة رهن الخبرة التقنية لتحديد تفاصيل إطلاق النار والمسافة والاتجاهات.

التحقيقات متواصلة… والفرضية العاطفية الأقرب

مصادر متطابقة أكدت أن فريقًا من الشرطة القضائية وخبراء الأدلة الجنائية يواصلون العمل الميداني والتقني لتجميع كل القرائن المتاحة، من صور المراقبة وشهادات الشهود وتحليل الاتصالات الهاتفية، قصد كشف جميع تفاصيل الجريمة ومسارها الزمني.

ويرجِّح المحققون، في المرحلة الحالية من البحث، أن تكون خلافات عاطفية أو شخصية وراء اندلاع هذا الحادث المأساوي، خصوصًا أن العلاقة بين الطرفين لم تكن مهنية أو عرضية، بل ذات طابع شخصي متشابك، وهو ما ستكشف عنه نتائج التحقيق بعد استكمالها.

هزة داخل الجسم الأمني.. وبلاغ رسمي يؤكد الصرامة في التعامل مع الانحرافات الفردية

المديرية العامة للأمن الوطني حرصت، من خلال بلاغها، على التأكيد أن مصالحها تتعامل بجدية وشفافية مطلقة مع كل تجاوز أو انحراف فردي، مبرزة أن الواقعة ستُعالج في إطارها القانوني والجنائي دون أي تساهل، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الاعتبار الإنساني والمهني لموظف الشرطة المشتبه فيه، الذي يوجد في وضع صحي حرج.

كما عبَّرت مصادر من داخل المديرية عن أسفها العميق لهذا الحادث المؤلم، مؤكدة أن رجال ونساء الأمن الوطني يواصلون أداء مهامهم اليومية بكل تفانٍ، وأن ما وقع يبقى حالة معزولة واستثنائية لا تمثِّل المؤسسة الأمنية ولا مبادئها الراسخة في خدمة الوطن والمواطنين.

الرأي العام بين الصدمة والتساؤلات

الخبر أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبَّر كثيرون عن حزنهم واستغرابهم من تحوُّل رجل أمن إلى طرف في جريمة مأساوية، بينما دعا آخرون إلى الاهتمام أكثر بالصحة النفسية للموظفين الذين يشتغلون في قطاعات حساسة، خصوصًا من يحملون أسلحة وظيفية بشكل يومي.

عدد من التعليقات ربط الحادث بضرورة تعزيز برامج الدعم النفسي داخل صفوف الأمن الوطني، لتفادي مثل هذه الانفجارات العاطفية أو السلوكية التي قد تترتب عن ضغوط مهنية أو شخصية.

مأساة إنسانية تتجاوز الحدود المهنية

بين جريمة نكراء ومحاولة انتحار مأساوية، يقف هذا الحادث شاهدًا على مأساة مركَّبة، تتقاطع فيها العاطفة مع المهنة، والضغط النفسي مع القرار الانفعالي.

وإذا كانت العدالة ستقول كلمتها بعد انتهاء التحقيق، فإن الدرس الأكبر الذي تتركه هذه الواقعة هو أن العنف، مهما كانت دوافعه، لا يمكن أن يكون حلًّا، خصوصًا حين يصدر من شخص مؤتمن على حماية الأرواح.

تبقى الدار البيضاء، هذه الليلة، حزينة ومندهشة أمام جريمة لا تشبه إلا الألم…

أما الحقيقة الكاملة، فستقولها التحقيقات القضائية في الأيام القادمة.

✍️ إمضاء: محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة

قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*