*صورة مفبركة بالذكاء الاصطناعي.. والإساءة لأميرة مغربية بريئة ومحترمة ليست مجرد كلام شائن، بل جريمة أخلاقية واجتماعية وقانونية تستوجب الردع*
—في زمنٍ باتت فيه الصور تُصنع بلمح البصر، و«الحقائق» تُسوَّق بلا دليل، ظهر في الفضاء الرقمي مشهد بائس: منشور يربط صورة مفبركة بالأميرة الجليلة لالة خديجة، ابنة جلالة الملك محمد السادس، ويطلق عليها ألفاظًا مجحفة ومشينة، في محاولة دنيئة لتشويه سمعة امرأة مغربية شريفة تنتمي إلى بيتٍ عزيز على قلوب المغاربة، ووجبت لها كل درجات الاحترام والتقدير.
دعونا نكون صريحين: ترويج الصور المفبركة ليس «مزحة»، ولا «تعليقًا ساخرًا» يمكن تبريره. هذه ممارسات متعمدة يُقصد بها إذلال إنسان، ونشر العار، وزرع الفتنة. وبخاصة حين تُوجَّه ضد نساءٍ يشكّل حسن سلوكهن وجلال مكانتهن جزءًا من الهوية الوطنية، فإن الأذى يتخطى الشخص ليصيب المجتمع بأسره.
—لماذا تُعدّ هذه الجريمة أشدَّ من مجرد كلمة قاسية؟
1. المنشئ الرقمي سلاح مزدوج:
أدوات الذكاء الاصطناعي تتيح اليوم إنشاء صور ومقاطع تبدو حقيقية إلى درجةٍ تخدع كل متلقٍ غير متيقظ. هذه التكنولوجيا ليست بريئة، بل قابلة للاستغلال لأهداف مهينة وسلبية تؤثر على سمعة الأفراد والمؤسسات والمجتمعات.
2. الضحية إنسان قبل الصورة:
حين تُروَّج صورة مفبركة، فإن الضحية ليست مجرد وجهٍ على الشاشة، بل كرامة إنسان، وضمير أسرته، واحترام مجتمع بأكمله. نشر الأكاذيب بذريعة «الترفيه» يحطم آمال النساء والآباء والأمهات، ويُطبع ثقافة الإهانة والاستخفاف.
3. آثار قانونية محتملة:
التشهير والتشويه ونشر الصور المزيفة قد تندرج تحت مرجعياتٍ جنائية ومدنية. المغرب يمتلك نصوصًا قانونية تتناول القذف والتشهير، وتشدد العقوبات في حالات استهداف النساء أو القاصرين أو في حالات التكرار. من يعتقد أن الفضاء الرقمي «منطقة مناعة» فهو مخطئ؛ فالقانون قادر على ملاحقة من يعبث بسمعة الآخرين.
—إلى صاحب المنشور ومن على شاكلته
إلى من يصنع ويشارك مثل هذه الصور: توقفوا.
أمسكوا ألسنتكم قبل أن تضعوا أصابعكم على لوحة المفاتيح.
أنتم لا تهاجمون شخصًا، بل تهاجمون شرفًا، وتروّجون لكذبة قد تتحول إلى جريمة.
إن استهتاركم يعكس فقرًا أخلاقيًا لا يمكن تسويغه بكلمة «حرية التعبير». فالكلام الفاحش والقذف والترويج للصور المفبركة يُفقد صاحبه أي شرعيةٍ أخلاقية. من أراد النقد فليقدّمه بالحجة، لا بالافتراء. النقد مشروع، أما التشويه فهو انحطاط.
—غضب مشروع من الاستهداف المتكرر لرموز الوطن
ليس غريبًا أن تتكرر محاولات الإساءة والتشويه من حساباتٍ مشبوهة وأطرافٍ رقمية تسعى لاستفزاز الرأي العام وزرع الفتنة. لقد تعدّت حملات القذف حدود المنطق، ووصلت إلى مهاجمة رموز وطنية واحترام المؤسسات: قذفٌ في شخص جلالة الملك، وولي العهد مولاي الحسن، ومسٌّ بقياداتٍ أمنية وقضائية. إنها حملة لا يمكن للساحة الوطنية أن تتسامح معها.
نرفض بأشدّ العبارات أي محاولةٍ لاستهداف رموز الدولة أو الأجهزة الأمنية، سواء أكانت من داخل الوطن أو من خارجه. وكل من يظن أن تشويه المؤسسات أو النيل منها سيقوّض عزيمة الشعب، فهو واهم. المغاربة أكثر وعيًا، وأشد تمسكًا بقيمهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يحاول النيل من كرامتنا أو من صورة بلادنا.
—ما الذي يجب فعله الآن؟ (خطوات عملية)
1. حذف المنشور فورًا: لا مكان لترويج الأكاذيب.
2. توثيق الأدلة: حفظ لقطات الشاشة، روابط المنشورات، وأسماء الحسابات لتقديمها عند الحاجة للجهات القانونية.
3. إبلاغ المنصات الرقمية: تقديم بلاغات رسمية إلى إدارات «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«إكس»، و«تيك توك» لإزالة المحتوى المخالف.
4. اللجوء إلى الجهات المختصة: النيابة العامة والشرطة القضائية قادرتان على تعقب الجناة رقميًا.
5. حملة توعية مجتمعية: الإعلام والمجتمع المدني مطالبان بتوعية المواطنين بخطورة «الديب فيك» (Deepfake) وآثاره المدمرة على القيم والأخلاق العامة.
6. مواجهة التدخل الرقمي: على الجهات المختصة متابعة أي استغلال خارجي أو تلاعبٍ إعلامي، واتخاذ الإجراءات القانونية والتقنية اللازمة لمنع محاولات التأثير على السلم العام.
—نداء إلى الضمير الجمعي
أيها المواطنون، أيتها المنصات الإعلامية والمؤثرون:
لا تمرروا السمّ المغلف بالضحك.
احذفوا الأكاذيب، وأبلغوا عنها، وقاوموا الفتنة.
فمن يسكت عن القذف شريكٌ فيه، ومن يروّج صورة كاذبة قاتلٌ بغير سلاح.
—بيان موجز للرأي العام
تُعلن جريدة «أجي تشوف لايف ميديا» للرأي العام ما يلي:
1. تنديدها القاطع بنشر أو تداول أي محتوى أو صورة مفبركة تُسيء إلى الأميرة لالة خديجة، لما يمثله ذلك من تعدٍّ على الحياة الخاصة وخدشٍ للحياء العام.
2. تأكيدها أن الصورة المتداولة هي خدعة رقمية (Deepfake) لا تمتّ للحقيقة بصلة، واستُغلت في منشورات مشبوهة ذات طابع تحريضي.
3. دعوتها السلطات المختصة إلى فتح تحقيقٍ رقمي شامل لتحديد الجهة المسؤولة ومتابعتها قانونيًا.
4. تحذيرها من أن إعادة النشر أو المشاركة تجعل من الفاعل شريكًا في الجريمة.
5. تجديدها التعبير عن الاحترام الكامل للأميرة لالة خديجة، ورغبتها في تعبئةٍ وطنية لمواجهة ظاهرة التزييف والتشهير الرقمي.
—خاتمة
نقولها بلا مجاملة: من يهاجم الأميرة لالة خديجة، يهاجم شرف الملك والمغاربة والمرأة المغربية.
من يعتذر، يُحسن الله إليه، أما من يصرّ على الوقاحة فالقانون كفيل بأن يعلّمه معنى الهيبة.
ولتظلّ لالة خديجة، كما كانت دائمًا، رمز البراءة وحياء المغرب الأصيل،
وليَبقَ الوطن حصنًا لمن يطهّر قلبه، لا لمن يلوّث لسانه.
قم بكتابة اول تعليق