بقلم: ✍️ محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة
اقليم مديونة:
منذ أكثر من 72 يومًا، يعيش محيط عمالة إقليم مديونة على وقع اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام تخوضه ساكنة أولاد المجاطية الهلالية، في مشهد إنساني مؤلم، وسط إنزال أمني مكثف وحضور متواصل لعشرات المحتجين الذين يرفعون الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس، مرددين نداءً واحدًا:
> “يا جلالة الملك.. أنصفنا من الظلم الإداري!”
— أصل القضية: أرض بيعت وحق ضاع
القصة بدأت قبل عامين حين قامت الجماعة السلالية لأولاد المجاطية، التي تضم 1272 من ذوي الحقوق، ببيع قطعة أرض لمجلس المدينة بالتفويت الكلي قصد إنشاء مصنع لتثمين النفايات.
العقد تم توقيعه رسميًا من طرف عمدة المدينة، وكل المستحقات المالية وُثِّقت بشكل قانوني.
لكن بعد مرور عامين، فوجئ السكان بقرار صادر عن عامل إقليم مديونة يقضي بـ“تعيين جديد” للائحة ذوي الحقوق، وهو ما اعتبروه قرارًا باطلًا وغير مبرر، لأنه جاء بعد انتهاء الأجل القانوني للائحة الأصلية المحدد في مارس 2026.
وقال أحد المحتجين:
> “بعنا أرضنا بعقد قانوني، والمستحقات جاهزة، لكن القرار الجديد أوقف كل شيء دون سبب. هذا ظلم واضح.”
— تشريد الأسر بعد هدم المحلات
الاحتجاج لم يأتِ من فراغ.
عدد من الأسر السلالية تم هدم محلاتها ومنازلها بسبب المشروع الجديد، على أساس أنها ستحصل على تعويض مالي.
لكن بعد القرار الإداري، توقفت عملية صرف المستحقات، ليجد المواطنون أنفسهم مشردين دون مأوى ولا تعويض.
إحدى السيدات قالت بصوت متقطع:
> “كنا نعيش من محل بسيط تم هدمه، قالوا سيعوضوننا، واليوم لا مال ولا سكن. أين سنذهب؟ فين غنبنيو؟ فالخلاء؟”
— إنزال أمني واحتجاج سلمي
منذ بداية الاعتصام، فرضت السلطات إنزالًا أمنيًا قويًا لتأمين المنطقة، بينما التزم المحتجون بالسلمية والانضباط.
رفعوا الأعلام الوطنية وصور الملك، ورددوا النشيد الوطني مرارًا في مشهد مؤثر يختزل حبهم للوطن وثقتهم في المؤسسة الملكية.
يقول أحد الشيوخ من المضربين عن الطعام:
> “نحن لا نطلب أكثر من حقنا المشروع. نناشد جلالة الملك أن يتدخل لإنصافنا. نثق في عدله ورحمته.”
— المستندات تؤكد: البيع قانوني والمستحقات جاهزة
الساكنة عرضت نسخًا من العقد الرسمي الموقَّع مع المجلس الجماعي، موثقة بالمصادقة القانونية، تؤكد أن البيع تم وفق المساطر القانونية، وأن المستحقات محفوظة لهم إلى حين تنفيذ الإجراءات الإدارية النهائية.
لكنهم فوجئوا بقرار عاملي يوقف العملية ويُجمِّد صرف الأموال، دون تقديم مبررات واضحة، ما اعتبروه “تعسفًا إداريًا وضربًا لمبدأ الثقة في القانون”.
— 72 يومًا من الجوع والانتظار
الاعتصام دخل يومه الـ72، والمضربون عن الطعام يعيشون وضعًا صحيًا حرجًا.
وجوههم شاحبة وأجسادهم ضعفت، لكنهم مصممون على الصمود حتى النهاية. يقول أحدهم:
> “لن نغادر المكان حتى يُنصفنا جلالة الملك. نحن نموت ببطء، لكننا لن نركع إلا للحق.”
— نداء استغاثة إلى جلالة الملك محمد السادس
في لحظة إنسانية مؤثرة، وقف أحد شيوخ الجماعة حاملًا صورة الملك وقال:
> “يا مولاي، نحن رعاياك الأوفياء، نطلب إنصافك وعدلك. ظلمونا، أكلوا حقنا، ونثق أنك لن تترك أبناءك يعانون بهذا الشكل.”
انتشر هذا النداء بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #أنصفوا_سكان_أولاد_المجاطية، ليتحول الاعتصام إلى قضية رأي عام يتابعها المغاربة بتعاطف واسع.
ما يحدث اليوم أمام عمالة إقليم مديونة ليس مجرد احتجاج عابر، بل صرخة اجتماعية ونداء وطني صادق.
فبعد أكثر من شهرين من الجوع والصبر، لا يزال أبناء أولاد المجاطية ينتظرون فقط تطبيق القانون، وصرف مستحقاتهم التي كفلها العقد الموقَّع رسميًا.
هم لا يطلبون سوى الإنصاف الملكي الذي طالما كان الملاذ الأخير لكل مظلوم في هذا الوطن.
“نثق في جلالة الملك، ونعلم أن عدالته ستنصفنا.. فقط نرجو أن تصل رسالتنا قبل أن يفوت الأوان.” #مديونة #أولاد_المجاطية #نداء_إلى_جلالة_الملك #أفريقيا_بلوس_ميديا
إمضاء: محمد بنهيمة – مدير موقع أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة
قم بكتابة اول تعليق