تصوّر معايا وسط الأرض الفلاحية هاد الليل… صوت الشاحنات كيهز الغبرة، الآليات كتكركب، العمال كيدخلو ويخرجو بحال النمل، والناس كاملين فديورهم بسبب حالة الطوارئ وكورونا، غريب؟ ماشي غير غريب… مستحيل! ولكن القصر كيتبنى، كيقف وسط الأرض كأنه خارج الزمان.
إيوا، هنا كتجي التساؤلات: منين نزلات اليد العاملة؟ واش عندهم رخصة سحرية؟ ولا الحجر الصحي ما كايطبقش عليهم؟ القصر ضخم بحال القصور اللي كتشوف غير فالأفلام، مئات العمال، شاحنات، آلات، مواد… وفين كانت السلطات باش تشوف وتراقب؟ وفين الناس اللي قريبين من الأرض؟ واش ساكتين كاملين بلا ما يشوفو ولا يسمعو والو؟
تخيل المنطقة اللي الناس كيعرفو بعضياتهم، كل صغيرة وكبيرة كتتوصل لبرّاكي فثواني. دابا قصر ضخم كامل كيتبنى وسط الأرض الفلاحية… وفين هاد الفضولي “البرّاكي” باش يعطي الرأي ديالو؟ واش الكل ساكت؟ هاد الرواية ضعيفة بزاف… كتضحك قبل ما تغضّب.
وسط هاد الفوضى، كيبان صوت نبيل الوزاع، الأمين العام للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، الرجل اللي ما كيقبلش الضبابية، الناس كيسولوه: سيدي الوزاع، واش فعلاً تبرير بناء قصر ضخم فحالة الطوارئ بدعوى أن الناس كانوا فديورهم مقبول حقوقيًا؟ واش غادي تطالب منظمتكم بتوضيحات رسمية على كيفاش الورش تحرك فظروف كان المواطن فيها كيتحاسب على كل خطوة خارج دارو؟ هاد السؤال اليوم ماشي استفسار عادي… هاد السؤال امتحان: الحقيقة أو استمرار العبث. استعمال “كورونا” كقناع باش يخفيو اللي وقع فعلاً هو أكبر إهانة لذكاء الناس.
وفين كيبقى صاحب الرواية؟ باقي كيرقع الكلام ديالو، كل جملة كتطلع عشرة علامات استفهام، كيبدّل الأحداث، كيرجع فالهضرة، كيحاول يدير المنطق فشي حاجة أصلاً ما عندها منطق… بحال واحد كيرقع قارب مشقوق بورق الكاشي: منين يسد ثقب، كيطرطق عشرة.
الراوي كيشوف المشهد كامل، كيشوف التناقضات كتتفجر، كيشوف الناس كاملين فالرأي العام فاهمين اللعبة: التبريرات ضعيفة، التناقضات كبيرة، والحقيقة أكبر من أي قصة مفبركة، وفي لحظة صمت… كتجي الكلمة الوحيدة اللي كتصف الموقف: السكات… حسن.
—إمضاء: محمد بنهيمة_ مدير جريدة أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة
قم بكتابة اول تعليق