رأي صحفي هجومي / افتتاحية نقدية موجّهة لمن يصطادون في الماء العكر
“إلى تجار الوحل… أخرجوا أيديكم من الماء العكر واتركوا حنان رحاب وشأنها!”
هناك ظاهرة باتت مثل العفن؛ تتكاثر في الوجه حين يختفي الضوء، وتخرج فقط حين تشم رائحة أزمة أو فرصة للتشهير الرخيص. هيئات إعلامية محددة — تعرف نفسها جيداً — أدمنت الاصطياد في الماء العكر، فبمجرد أن تهتز شائعة، أو يُلقى كلام في الظلام، أو تتسرّب رواية بلا أصل، تقفز هذه المنابر مثل الجراد على أي اسم يلمع… طمعاً في “ترند”، أو خدمةً لأجندة، أو تنفيذًا لطلب يمرّ عبر هاتف لا يظهر رقمه في الشاشة.
ولأن “الأهداف السهلة” هي معبود هذه المنظومة، فقد قرّرت بلا خجل ولا حياء أن تضع الأخت حنان رحاب في مرمى نيرانها، لا لشيء إلا لأنها امرأة قوية، حاضرة، عصامية، ولأنها لا تنتمي إلى مدرسة “نعم سيدي” التي يعيش عليها بعض صناع الضجيج الإعلامي.
المشهد أصبح مكشوفاً أكثر مما تتخيّلون:
منصّات تتظاهر بالحياد لكنها تُعدّ مقالاتها في غرف مظلمة، صفحات إلكترونية تتغذّى على الفضائح المركّبة، وأقلام اعتادت أن تنتظر “الإشارة” قبل أن تكتب، كلهم اجتمعوا فجأة — يا للصدفة العجيبة — ليطلقوا حملة إسقاط ضد امرأة لم يسبق أن باعت مواقفها ولا ساومت على مبادئها.
ولأن الكلام يجب أن يقال بوضوح لا يترك مجالاً للتأويل:
الهيئات التي شنّت هذه الحملة لم تفعل ذلك بدافع الصحافة، بل بدافع التشغيل، تشغيل أجندة، وتنفيذ تعليمات، والركض خلف مكاسب لا علاقة لها بالحقيقة.
وأنا أكتب هنا بصفتي صاحب رأي، لا أحتاج إلى إرضاء أحد:
أنا أصدق حنان رحاب… أكثر مما يمكن أن أصدق أكاذيب “الإعلام المأجور” الذي يحاول أن يبدو حراً وهو مقيّد بالكامل.
هذه الهيئات التي تتدثّر بشعارات “الموضوعية” تعرف جيداً أنها شاركت في تشويه ممنهج، وأنها نقلت رواية بلا تمحيص لأنها رواية “مطلوبة”، وتعرف جيداً أن ما قامت به ليس تحقيقاً صحفياً، بل تنفيذ لصفقة لا تحتاج أن تُذكر تفاصيلها… فالروائح لا تحتاج أسماء كي تُعرف.
وللأشخاص الذين يلعبون دور “المناضلين من خلف الستار”، هؤلاء الذين يبعثون التسريبات ليلاً ثم يتظاهرون بالبراءة نهاراً، دعوني أقول لكم مباشرة:
نحن نراكم، نعرف ما تفعلونه، ونعرف أيضاً أنكم تستمدّون قوتكم من ضعف نزاهتكم، لا من قوة حججكم.
أنتم لا تهاجمون حنان لأجل الحقيقة، بل لأجل إضعاف صوتها، لأن هذا الصوت أزعجكم في أكثر من محطة.
وللهيئات الإعلامية التي تعتقد أنها بعيدة عن المساءلة لأنها لا تُذكر بالاسم، إطمئنوا… لن نذكر أسماءكم. لا لأننا نخشى المواجهة، بل لأنكم أصغر من أن تُمنحوا شرف الذكر.
لكن رسالتنا وصلت، وستصل أكثر عندما نعود، ونكشف، ونفتح الملفات واحدة واحدة، دون تجريح، دون افتراء، فقط بالحقيقة التي تخشونها.
والآن دعوني أقولها بلغة يفهمها الجميع:
الضربة التي “ما تتقلش” قادمة.
لن تكون سبًّا ولا قذفاً، بل كشفاً حقيقياً يجعل الكذب ينهار على رؤوس من صنعوه.
فمن اعتقد أن الحملة انتهت، يُخطئ.
ومن ظن أن الصمت ضعف، يُخطئ أكثر.
ومن حلم بأن حنان ستسقط بهذه الأساليب السوقية، فقد بذر جهده في صحراء.
الأخت حنان رحاب لا تحتاج بكائيات ولا منشورات تضامن انفعالية.
تحتاج شيئاً واحداً:
أن يصدقها من يعرفها… قبل أن يبتلعوا الوحل الذي يُباع لهم على أنه “حقيقة”.
وأنا، بكل وضوح:
أصدق الأخت حنان رحاب.
ولا أصدق كلمة واحدة من تلك الحملة المركّبة التي صُنعت لإضعاف ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
سير على بركة الله.
وهذا المقال ليس نهاية الرد… بل بدايته.
و”المفز” يردّ، وسنرجع من جديد، لأن العودة حق… حين يتطلبها الوحل.
—إمضاء: محمد بنهيمة_ مدير جريدة أفريقيا بلوس ميديا بالنيابة
قم بكتابة اول تعليق